|


فهد القحيز
التغيير المتعدد للمدربين
2013-03-04

ـ بعض الأندية (لدينا) مع الأسف ترى أنها تمتلك لاعبين ذوي إمكانات وقدرات قوية تمكنهم من المنافسة بقوة والتفوق في أي مباراة يخوضوها .. سواء في المنافسات المحلية أو الخارجية.. بالإضافة إلى أنه يحكم على مدرب الفريق من خلال النتائج .. فعندما يحقق الفريق الفوز يحكم على أن مدرب الفريق جيد.. وعندما يحدث العكس ويتعرض الفريق لهزيمة لمرة ثم هزيمة ثانية وثالثة .. تتغير النظرة حول هذا المدرب.. بل إن كامل اللوم يلقى عليه، دون النظر لأي أسباب أخرى؟ ممكن أن تكون هي السبب في تدني مستوى الفريق وتراجع نتائجه .. كانخفاض مستويات اللاعبين أو قوة مستوى الفريق المنافس أو عدم إعطاء أسباب أخرى للهزيمة أي اعتبار .. وهنا تبرز أهمية تشخيص وضع الفريق وتقييم مستواه بالشكل الصحيح. ـ حقيقة غياب التقييم الصحيح .. يلاحظ أنه دائما ما يوصل أي عمل إلى التخبطات .. وهذا هو الحال الذي نراه في بعض أنديتنا وفي صفقاتها الفاشلة للعديد من المدربين واللاعبين المحترفين الأجانب .. فحالها بالتقييم الخاطئ لهؤلاء المدربين واللاعبين الأجانب ما هي إلا استقبال وتوديع لهم على طول الموسم. ـ أنديتنا بحاجة إلى التقييم الصحيح للمستويات الفنية ومدى توافقها مع إمكانات وقدرات لاعبيها ومدربيها.. لا سيما وأن تحديد نقاط القوة والضعف والعمل على تقويتها الأولى وتلافي الثانية هو الوسيلة التي تختصر الجهد والوقت لنجاح عملها وضمانها لتحقيق النتائج الجيدة. ـ عموماً .. التقييم خطوة يجب أن تجرى في أي عمل .. سواء في عمل المدرب بداية من قدرته في حل المشاكل الفنية في الفريق أو في أسلوبه لإعداد الفريق أو في نهجه التكتيكي وتعامله مع الفريق في المباريات بما يتوافق بحسب طبيعة التنافس مع الفريق المضاد.. أو أن مشاكل الفريق وتدهور مستواه مرتبطة بتدني مستويات بعض اللاعبين.. الخ. ـ لذلك لا بد من التقييم الصحيح لأي مشكلة يتعرض لها الفريق وتحديدها بدقة بدلاً من إنهاء عقد المدرب في كل هزة يتعرض لها الفريق حتى وإن لم يكن هو السبب. ـ عدم الاستقرار التدريبي معضلة تعاني منها كرتنا .. بل إنها مشكلة تذبذب مستويات معظم فرقنا المحلية .. لا سيما وأنه عندما يمر على الفريق أكثر من مدرب يكون مستوى أدائه متذبذباً بحكم أن لكل مدرب فلسفته التدريبية الخاصة وطريقة معينة في نهجه التكتيكي وأسلوب وطريقة اللعب الذي يتبعها .. فمع التغيير المتعدد للمدربين على الفريق تكون حاله غير مستقرة، فمرة يؤدي بالشكل الصحيح وأخرى يكون في أسوأ حالاته. ـ خلاصة القول: علينا أن ندرك أن تطوير مستوى الفريق يحتاج إلى استقرار في التدريب .. لا سيما وأن بناءه يتطلب فترة طويلة ومن خلال اشتراكه في العديد من المباريات والبطولات والمنافسات القوية التي تصنعه وتساهم في ارتفاع مستواه بشكل متصاعد من بطولة إلى أخرى.