ـ كل عام يمضي واحترافنا يزداد عمراً فها هو الآن تجاوز 20 عاماً.. والمفروض أن مستوى كرتنا مع تقدم عمر احترفنا في تطور متصاعد.. إلا أن ما حدث هو العكس.. فنتائج منتخباتنا وأيضا أنديتنا في تراجع مخيف.. ولعل خروج منتخبنا (المبكر) من التصفيات الأولية المؤهلة لكأس العالم 2014 عن قارة آسيا أصدق الأدلة على ذلك.. فهل هناك مشكلة معينة خلف تدهور كرتنا؟.. أم المشكلة تكمن في الكيفية التي يطبق بها الاحتراف لدينا؟. ـ لذلك من المهم هنا أن ننظر إلى كرتنا قبل الاحتراف وفي مرحلة الاحتراف الحالية ونقيم واقع الممارسة فيهما.. حتى نحكم على احترافنا بموضوعية.. خاصة وأن الاحتراف الصحيح له الفضل الكبير في تطور الكرة في مختلف بلدان العالم.. مثلما هو حاصل في العديد من البلدان الأوربية واللاتينية. ـ عموماً.. لو قارنا مقارنة بسيطة بين مرحلة ما قبل الاحتراف (عصر الهواة) ومرحلة الاحتراف.. نجد أن الأولى كان فيها اللاعب (لدينا) يمارس كرة القدم (بجنون) من باب الهواية بحكم أن ليس لديه أيّ هوايات أخرى.. كالهوايات الجديدة التي ظهرت مع التغيير الحاصل في المجتمع الحديث.. كالألعاب الإلكترونية والبدائل الحديثة.. وكذلك الاتجاه إلى قضاء وقت الفراغ في الاستراحات والمقاهي.. إلى أن ساهمت هذه الأمور في قتل ممارسة كرة القدم لدى العديد من الشباب والصغار.. وبلغة الأرقام.. اللاعب الهاوي يمارس كرة القدم خلال الأسبوع الواحد بما لا يقل عن 40 ساعة (وبمعدل 6 ساعات يومياً) ما بين تعليم ولعب وتدريب.. فهو يمارس الكرة في المدرسة حوالي 3 ساعات وفي الحواري 24 ساعة ومع النادي 14 ساعة. ـ أما في عصر الاحتراف (المطبق في أنديتنا حالياً) فاللاعب مشغول بالرواتب والعوائد المالية لتجديد العقد أو الإعارة أو الانتقال.. ولم يعد هناك ممارسة في الأحياء أو الساحات أو الحواري.. واقتصرت الممارسة (فقط) على ساعتين يومياً في النادي خلال الموسم الرياضي والذي عادة لا تزيد فترته عن 9 أشهر.. أي أن الممارسة لدى اللاعب المحترف في حدود الـ 14 ساعة أسبوعياً. ـ ومن خلال الأرقام السابقة اتضح بأن اللاعب الهاوي يمارس كرة القدم بمعدل أكثر من اللاعب المحترف (لدينا) وبفارق 24 ساعة أسبوعياً (تقريباً).. فهذا الفارق الكبير في حجم الممارسة ما بين عصر الهواة وعصر الاحتراف يبقى واحد من الأسباب الجوهرية خلف تراجع نتائجنا مع أننا في عصر الاحتراف.. وهذا دليل على أن احترافنا لم يأخذ من الاحتراف إلا اسمه. ـ وللمعلومية.. فإن حقائق كرة القدم تشير إلى أن وصول اللاعب إلى أعلى درجة من الأداء في لعبة مثل لعبة كرة القدم.. في الواقع.. يتوقف على طبيعة الممارسة وحجمها.. فكلما قضى اللاعب وقتاً طويلاً في مداعبة الكرة وخوض العديد من المباريات زاد اكتسابه لأسرار ومهارات هذه اللعبة، ووصل أداؤه الفني إلى أعلى درجات الإبداع والإمتاع والتفوق. ـ لذلك أنديتنا عليها من الآن إعادة النظر في احترافها والعمل على تطبيقه التطبيق الصحيح.. حتى تعود كرتنا للمنافسات الخارجية بقوة.. ولا ننسى أن النهوض بكرة القدم في أي بلد في هذا الوقت لا يتم إلا بوجود الاحتراف الحقيقي.