ـ سجلت أنديتنا في الأسبوع الماضي حضوراً قوياً ونجاحاً كبيراً في مشاركتها الآسيوية.. حينما وصلت الفرق السعودية الأربعة (الأهلي والهلال والاتحاد والاتفاق) بقوة لدور ربع النهائي في المشوار الآسيوي.. فمبروك للرياضة السعودية على هذا الوصول الذي أثبت لآسيا واتحادها الموقر قوة الدوري السعودي وقوة الأندية السعودية التي ظلمت في وقت سابق يوم أن سحب منها نصف مقعد وأعطى لبلد آخر لم يتأهل منه نادٍ واحد للدور القادم رغم أنه منح 4 مقاعد. ـ عموماً نتمنى لأنديتنا الأربعة مواصلة البروز والتفوق والتأهل بقوة إلى دور الأربعة ثم النهائي وتحقيق لقب كلتا البطولتين الآسيويتين (أبطال الدوري وكأس الاتحاد الآسيوي).. فالأهلي والهلال والاتحاد مؤهلون لتحقيق كأس دوري أبطال آسيا.. وأيضاً الاتفاق مؤهل للحصول على كأس الاتحاد الآسيوي.. وهذا في الواقع ليس بالأمر المستحيل.. لكنه يحتاج من هذا الرباعي إلى تخطيط وعمل واستعداد من الآن. ـ لذا يجب على هذا الرباعي الاستفادة من فترة التوقف الحالية.. بداية بتقويم الأخطاء التي حدثت في الموسم المنصرم ثم وضع التخطيط السليم للموسم الجديد. ـ تخطيط الأندية للموسم المقبل يجب أن يبدأ من الآن.. بحيث تحسم جميع الأمور المتعلقة بالفريق في هذه الأيام.. كأيّ تغيير في الأجهزة الفنية أو الإدارية أو اللاعبين. ـ لن أسهب هنا في الحديث عن هذه الأمور لكنني سأتطرق إلى أمر آخر في غاية الأهمية وهو التعامل مع اللاعبين في فترة الإجازة الحالية.. حقيقة الواضح أن الأندية لدينا تمنح لاعبيها إجازة 45 يوماً وتتركهم يخلدون إلى الراحة التامة والتوقف الكلي عن التدريب وهذا في الواقع إجراء خاطئ من الأندية.. فهي لو عرفت بماذا يحدث للاعب عندما يتوقف كلياً عن التدريب.. لما منحت لاعبيها إجازة حتى أسبوعاً واحداً...وهنا تبرز معرفة جانبين.. الأول: مدة التوقف التي بعدها يبدأ اللاعب في فقدان لياقته.. والثاني: مدة التدريب التي يحتاجها اللاعب للعودة إلى مستواه اللياقي السابق (قبل التوقف). ـ فحسب ما أشارت إليه نتائج العديد من الدراسات والأبحاث الرياضية.. فإن التوقف التام عن التدريب لمدة أسبوعين يؤدي إلى خفض الأداء البدني لدى اللاعب بمقدار يتراوح من 20 إلى 25%. وهذا الانخفاض في اللياقة البدنية ينتج عنه حدوث العديد من الآثار السلبية.. من أبرزها: هبوط مستوى الأداء البدني للاعب، وظهور التعب عليه في وقت مبكر من المباراة وعدم قدرته على التحرك الجيد في الملعب، وظهور التوتر والانفعال وضعف التركيز والاتصال لديه.. وبالتالي عدم قيامه بالأدوار المطلوبة منه (حسب خطة اللعب وتكتيك المدرب) على أكمل وجه. ـ ويحتاج اللاعب إلى أداء تدريبات اللياقة البدنية والمهارية لمدة قد تصل من 3 إلى 6 أشهر لكي يعود إلى مستواه اللياقي والمهاري السابق (قبل التوقف) ويتفاوت اللاعبين في الاستجابة للتدريب.. فالبعض يستجيب بشكل سريعة والبعض الآخر تكون استجابته بطيئة. ـ لذلك على الأندية دور كبير في توعية وتثقيف اللاعبين ومتابعتهم والتواصل معهم طوال العام وأيضاً عليها مسؤولية وضع برامج لهم في فترة الإجازة سواء نفذوها في النادي أو في البلد الذي سيقضون فيه إجازتهم فهم محترفون ويجب عليهم الاحتفاظ بمستواهم اللياقي طوال مشوارهم الكروي.. فمعروف أن لاعب كرة القدم في البلدان المتطورة كروياً يتدرب طوال الموسم، لكنه في فترة الإجازة يخفف شدة الحمل التدريبي إلى الدرجة التي تمكنه من المحافظة على مخزونه اللياقي ولا يتوقف كليّاً عن التدريب إلا في حالة الإصابة. ـ وختاماً.. اللاعبون عليهم أن يدركوا بأن ممارسة نشاط بدني ترويحي ملائم مع إتباع برنامج غذائي صحي هي أفضل وسيلة لكي تكون راحتهم في الإجازة راحة إيجابية وليست سلبية.