انتهت قصة الدوري السعودي بنهاية مفرحة لأبناء الأحساء الذين صاغوا أهدافهم بعناية للوصول لمثل هذا الإنجاز المبهج، وإن كان أكثر النقاد والمتابعون لمجريات الدوري وأحداثه لم يتوقعوا تلك النهاية لنادي الفتح قياساً بتجربة الفريق في دوري الكبار، ولكن كان للبطولة رأي آخر فذهبت لم يستحقها بعيداً عن قوة الدوري وضعفه التي أتحفنا بها المصدومون، شخصياً أجد أننا نظلم الفتح ونظلم إدارته عندما نتحدث عن الميزانيات والمصروفات، ونقارن ما قدمه الفتح مهراً لهذه البطولة مع بقية الأندية التي صرفت أضعاف ما صرفه الفتح، لأن الموضوع ببساطة لايرتكز على المال فقط ولاعلى الفكر الإداري فقط ولاحتى على المتاح من الأمور الفنية، لذا عندما نتحدث عن المال فإننا نبخس جهد وفكر جميع العاملين في المنظومة الفتحاوية، لأن المال قد يكون أحد عناصر النجاح ولكن حتماً ليس كل شيء، وبعيداً عن البطولة نجد أن تجربة الفتح تعتبر مفيدة في مسألة التخطيط ورسم الأهداف والعمل بتفان لتحقيقها، خاصة أن موضوع التخطيط أمر لاوجود له في معظم الأندية السعودية التي تعتمد بشكل كبير على بطولات الموسم وعلى هذا الأساس تتم الاستعدادات ورصد الميزانيات والتعاقدات الموسمية ويذهب رئيس ويأتي آخر.. وهكذا دواليك عمل فردي مليء بالارتجالية الموسمية. على أي حال حقق الفتح البطولة وأسعد جماهيره وجماهير الأندية الأخرى ممن رأت في فوز الفتح فوزاً للعمل المنظم البعيد عن الأنا ولعبة one man show الطاغية حالياً على المشهد الرياضي، مبروك للفتح أفرحنا انتصاركم، وستفرحنا أكثر محافظتكم على هذا الإنجاز فأنتم أكثر من يعلم أنها البداية. وجهة نظر ـ أعلم أن الجماهير الرياضية السعودية متيمة بأنديتها، لذا فهي دائماً ما تحب أن تراها تتسيد المشهد الرياضي من خلال تحقيق البطولات والانتصارات المشرفة، وهذا حق مشروع وإن كنت أرى أن هناك الكثير من المبالغة في ما يطرح بالنسبة لموضوع الألقاب والنياشين التي تعطى جزافاً لأنديتنا مع أنها تعلم أن مثل هذا (النفخ) الكذاب قد ينعكس سلباً على الأندية ولاعبيها. حبوا أنديتكم وأخلصوا في دعمها مالياً ومعنوياً، ولكن حذاري من المبالغة، لأنه من المضحك أن تكون النادي الأسطوري وتفشل في تخطي أحد أندية الوسط في الدوري الكويتي أو القطري.. قليلاً من الواقعية. ـ أحدهم كتب على صورة أحد نجوم المملكة السابقين أسطورة، وكتب على موزة (تفاحة) استخفافاً بتاريخ هذا النجم الذي أعطى الكثير للرياضة السعودية، بصراحة أضحكني هذا التفكير وهذا التعصب من شخص قمة طموحه أن يصور مع لاعب، خاصة وهو يعلم أنه أصغر من أن يصل لعشر ما حققه هذا النجم من إنجازات، ويعلم أيضاً أنه لن يطول أن يكون أسطورة (ولا حتى موزة)، باختصار ما يحقر الناس إلا أحقرها. ـ الأستاذ القدير منصور البلوي قدم الكثير للاتحاد وساهم مع بقية الرفاق في إعادة صياغة تاريخ العميد، هذا الأمر لايخفى على المنصفين، ولكن مشكلة هذا المنصور أنه يعتقد أنه (كل الاتحاد)، وأنه الشخص الوحيد القادر على إعادة أمجاده مع أن كل لقاءاته الإعلامية لاتخرج عن وعود إحضار لاعب أومشاكسة الهلال ورجالاته، يعني لاخطط لاهدف لابناء سوى اللعب على وتر الفوز على الهلال والتعاقد مع لاعبي الهلال، أي فكر وأي مستقبل مع مثل تلك المراهقة؟ قال: وين عاقلهم؟ قال: هالمربط.