|


فهد المطيويع
منتخبنا والنجومية
2013-01-26

أعتقد أن الجميع تحدث بما يكفي عن احوال منتخبنا الوطني الذي طال غيابة عن منصات التتويج في اكثر من مناسبة ومع ذلك أحببت أن أتلمس أسباب تغير (MOOD) اللاعبين وعطائهم مع المنتخب والذي يختلف كثيراً عما يقدمونه مع أنديتهم، لماذا هذا الاختلاف؟ سؤال خطر على بالي وأنا اشاهد تيسير الجاسم وهو يصول ويجول في مباراة فريقه أمام فريق النصر كان في ذلك اللقاء لاعباً يصنع ويسجل ويدافع بمعنى أنه قدم فصولا من الإبداع مع أننا لم نر ربع هذا المستوى في مشاركته الأخيرة مع المنتخب في البحرين، لا أقول هذا لكي أقلل من عطاء تسير مع المنتخب فهذا الموضوع أصبح سمة من سمات أكثر اللاعبين مثل الشمراني الذي غاب وغابت أهدافه، كذلك ياسر كذلك كريري الذي قل عطاؤه وحماسه وبقية اللاعبين ممن نعتبرهم نجوما في أنديتهم، أين ذهبت مستوياتهم قياساً بما يقدمون مع المنتخب؟ بشكل عام أجد أن الجانب النفسي له دور كبير في ظاهرة انخفاض مستوى اللاعبين فهم نجوم في أنديتهم محاطين بالحب والحميمة من جماهير أنديتهم وإداراتهم ومدربيهم وإعلامهم الذي يقف معهم في السراء والضراء ولكم أن تتخيلوا مقدار الحزن الذي يسببه غياب أحد نجوم لأي سبب من الأسباب عن أي مباراة لفريقه طبعاً هذا الموضوع لا ينسحب على المنتخب وأجوائه فاللاعبون ينضمون من خلال اختيار مدرب المنتخب والذي قد يتوافق مع رغبات الجماهير والإعلام وقد لا يتوافق أضف إلى ذلك طريقة تعاطي الجماهير مع لاعبي المنتخب وأسلوبها الملون في تشجيع المنتخب ولاعبيه ناهيك عن ضغط الإعلام الذي لا يرحم لذا فأغلب لاعبي الأخضر يعتبرون أنفسهم أرقاماً في قائمة منتخب وطن لا أكثر، من المؤكد أن هذا الشعور يجعل مهمة الانضمام للمنتخب مجرد مهمة وطنية يجب أن تنجز بأي شكل من الأشكال في ظل غياب الحوافز المادية والمعنوية لهذا نجد أن اللاعبين يحرصون على سرعة الانضمام لتمارين أنديتهم بعد ساعات من وصولهم لأرض الوطن أو الانتهاء من المشاركة مع المنتخب رغبة في العودة لتلك الأجواء الجميلة التي فقدوها مع المنتخب، باختصار اللاعبين لا يجدون الحميمة داخل المنتخب ويفتقدون لأجواء النجومية التي تقدمها أنديتهم لهم، فهناك فرق بين أن تكون النجم واللاعب الذي يبحث عنه الجميع في ناديه وبين لاعب ليس أكثر من اسم في قائمة منتخب أضف إلى ذلك تحيز الإعلام مع أسماء على حساب أسماء أخرى لأسباب كثيرة لا يجهلها أحد مما يجعل البقية يشعرون بأنهم ليسوا أكثر لاعبين (تكملة عدد)، في الختام أود أن أقول إن الجانب النفسي أمر مهم في عملية الإعداد لأي بطولة فإن لم نعطه حقه من الاهتمام فإننا سنظل نعاني من تفاوت مستويات اللاعبين المحبطة من مشاركة لأخرى. وجهة نظر ـ المنشطات حالياً أصبحت هاجساً للأندية بعدما أصبح هذا الوباء أمراً واقعاً في وسطنا الرياضي، كيف يمكن تجاوز هذه المشكلة سؤال نطرحه على الأندية التي وجدت نفسها عاجزة عن مواجهة هذه المشكلة، أتمنى أن نبتعد عن الاختراعات في حل هذه المشكلة التي لا تحتاج أكثر من فحص دوري للتأكد من سلامة اللاعبين وربط نتائج الكشف مع رواتب اللاعبين وإن كنت أفضل أن تكمل الأندية جميلها من خلال اختبارات اللياقة بشكل دوري لضمان جاهزية اللاعبين الذين حتماً سيحرصون على المحافظة على البقاء في جاهزية جيدة كاملة على اعتبار أن المال عديل الروح. ـ قد يكون هناك ما يبرر سخاء دولة الإمارات مع منتخبها الذي أفرح الجميع ومع ذلك أقول إن مثل هذا البذخ الرياضي أفسد ما تم بناؤه في ثماني سنوات، وأنا على يقين بأن الأبيض لن يكون الأبيض الذي عرفناه في دورة الخليج لمعرفتي بعقلية لاعبي المنطقة الذين سرعان ما يزهدون الكرة وكل ما يتعلق بها عندما تتحقق أحلامهم، ماذا نتوقع من لاعب مليونير كان هاوياً ومازال رغم عقود الاحتراف؟ قد يكون الاحتراف الخارجي آخر الأحلام والمحفزات للاعبي الإمارات لحفظ بعض من رونق الأبيض الجميل.