|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





فهد المطيويع
ريكارد وهزيمة الخمسة
2012-11-17

جميل أن تعود الثقة لمنتخبنا الوطني من خلال بوابة المنتخب الأرجنتيني ولاعبه الأسطورة ميسي والأجمل هو بروز أكثر من اسم على خارطة المنتخب ممن سنعول عليهم كثيرا في استعادة هيبة الكرة السعودية التي ضاع دمها بين الاجتهاد والتخبط مما جعلنا نسير في طريق الإحباط أكثر مما كنا توقعنا، في الحقيقة لم يظهر المنتخب الأرجنتيني ولا نجمه الفذ بالشكل الفني المتوقع ومع ذلك نقول إنهم عانوا كثيراً بسبب أداء فريقنا المتزن وانضباطه التكتيكي والذي فاجأ حتى أكثر المتفائلين، ناهيك عن غيرهم من المتشائمين ممن توقعوا الخمسة. المتابع الجيد يعلم أن ريكارد جاء في الوقت الخطأ أي بعد خراب مالطا ويعلم أيضاً أننا قوم لا نؤمن كثيراً بموضوع التخطيط في المجال الرياضي لذا لم ندرك أهمية الإحلال التدريجي لتفادي مشكلة تقدم السن لأكثر اللاعبين وهذا ما جعلنا نعتمد طويلاً على لاعبين توقف عطاؤهم واستمر توهج أسمائهم بفعل فاعل مع أن الاعتماد على صغار السن بشكل مستمر يخلق الحيوية ويخلق الحماس على اعتبار أنهم الأقدر على التعامل مع متغيرات المباريات ورتمها السريع، أضف إلى ذلك موضوع التنافس على المركز والذي يعتبر في نظري العامل الأهم في حفظ التوازن الفني لأي فريق، نعم مباراة منتخب الأرجنتين كانت تجربة جميلة ومفيدة ولكن هذا لا يعني أننا لسنا بحاجة للمزيد من العمل والمثابرة لخلق الاستقرار الفني اللازم إذا ما أردنا العودة السريعة لمنتخب اقترن بإنجازات سادت ثم بادت، أكثر ما أزعجني في هذه التجربة هو التحول الدراماتيكي لإعلامنا الرياضي والذي هلل كثيراً لهذا المستوى وأفرط في الفرح مع أن الموضوع لا يتعدى كونه مباراة ودية وهذا التحول يعتبر من وجهة نظري أمرا سلبيا ومؤشرا على أننا لا يمكن أن نعتمد كثيراً على ما يطرح في الإعلام لأن أكثره للأسف قائم على العاطفة وعلى نظرية (معاهم معاهم) خاصة في ظل غياب الرؤية الفنية المستندة على حقائق وأرقام واضحة، إعلامنا بشكل عام يتأثر كثيراً بالنتائج والنجاحات المؤقتة ويفرد لها كثيراً من المعلقات والدليل اختفاء التنظير السلبي والهجوم الشرس والذي كان يهطل كالمطر على رؤوس اللاعبين ومدربهم إلى ما قبل بداية المباراة بثوان، ومن كان يتوقع الفضيحة أصبح يتغنى بجمال الأخضر وسحره الفتان بعد نهاية المباراة، السيناريو المتوقع بعد أن انتهينا من موضوع الاستقرار على التشكيلة أننا سندخل في نفق دورة الخليج وأهمية تحقيقها من عدمه وبهذا سيستمر مسلسل (اللطم) الإعلامي إلى ما لا نهاية. وجهة نظر ـ طبعاً استقبال الفريق الأرجنتيني كان مخجلاً بكل المقاييس وكان محبطاً خاصة وأنه أعطى انطباعا سلبيا عن الوطن وشباب الوطن مع أن الموضوع أبسط من أن تجتاحه مثل هذه الفوضى غير المبررة، وفي ظني أن تحول المعنيين بالاستقبال من مسؤولين لهم صفتهم الرسمية ومهامهم المحددة إلى مشجعين ساهم بشكل كبير في اختلاط الحابل بالنابل وانتشار مثل تلك المشاهد المخجلة، على أي حال لن أقول أكثر مما قيل ولكن مثل هذا التقصير لا يجب أن يمر مرور الكرام لاعتبارات كثيرة خاصة بعد أن كثر المتربصون حولنا لاقتناص مثل تلك الأخطاء وترويجها لغرض في نفس يعقوب. ـ خسر شباب الهلال كأس اتحاد كرة القدم أمام شباب هجر مع أنهم كانوا الأفضل في معظم فترات تلك المباراة ولكن هذه هي كرة القدم بحلوها ومرها وأخطاء حكامها، عموماً قدم شباب الفريقين لمحات فنية جميلة مع أنه ينقصهم الكثير فيما يتعلق بطريقة الانتشار والتفكير داخل الملعب أضف إلى ذلك نقطة الضعف المشتركة في الاستلام والتسليم وبالإضافة لمشكلة ضعف البنية لأكثر اللاعبين، الملاحظ أن الفرق السنية بشكل عام تتدرب على كيفية الفوز ولا تتدرب على كيفية اللعب بالشكل الصحيح وهذا يذكرنا بأسلوب بعض المدرسين الذين يجتهدون طوال العام في تدريس طلابهم كيفية تجاوز الامتحان من خلال التدرب على نماذج متنوعة من الأسئلة، وهذا بحد ذاته مشكلة كبيرة قد لا تساعد على مخرجات جيدة لخلق احتراف كروي مقنع على الأقل في المستقبل القريب.