|


فهد المطيويع
كالديرون والاتحاد
2009-04-18
لا شك أن فوز أي فريق ببطولة الدوري سيغير الكثير من القناعات التي كانت سائدة قبل الفوز وقبل تحقيق البطولة، كأمر طبيعي تعودنا عليه في وسطنا الرياضي الذي دائماً ما تحكمه العاطفة. أقول هذا الكلام بعد أن رأيت عناوين الصحف والمقالات التي أصبحت تمجد مدرب الاتحاد الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التسريح بأمر من بعض أعضاء الشرف في الاتحاد،  وحتى كتاب المقالات  المحسوبين على الاتحاد في بعض الصحف تغيرت قناعاتهم بعد الفوز وتحول نقدهم القاسي إلى تمجيد لهذا الكالديرون بعد أن  نعتوه بشتى الأسماء رغم أنه مدرب جيد وله سجل حافل ويحتاج فقط لمن يستوعب طريقة عمله،هذا بالطبع لا يقتصر على الاتحاديين فقط بل هو ديدن جميع الأندية وجماهيرها التي تستعجل النتائج وتضغط على الأندية في هذا السياق رغم قلة الخبرة الفنية  لدى الكثيرين،  وقد يكون ماقاله المخضرم خالد قاضي في برنامج مساء الرياضية  مثالاً آخر على بعض القناعات  غير المقبولة عندما شدد على وجوب تدخل إدارات الأندية في عمل المدرب، وهذا في الواقع خلط جائر للمهام الفنية والإدارية في وسطنا الرياضي، رغم قناعتي بأن المدرب مدرب والإداري إداري وكل ميسر لما خلق له بعيداً عن هذا  الخلط الذي ينادي به  قاضي مع احترامي لخبرته الرياضية،  وقد تكون مناقشة المدرب بعد أي مباراة  حول أي أمر فني أمرا مقبولا، ولكن ليس فرض طريقة لعب أو لاعب على المدرب  يحترم نفسه وتاريخه  . الرياضة السعودية بشكل عام تضررت كثيراً من القرارات العشوائية المبنية على العاطفة فقط والتي تفتقد للموضوعية والفهم الكروي في الكثير من الأحيان.
نقاط متفرقة
إذا كان القول الشائع بأن الغرور مقبرة اللاعبين فإنني أرى أن هناك شريكاً آخر لا يقل خطراً  أصبح يزاحم الغرور في إنهاء لاعبينا قبل وقتهم، ألا وهو الإعلام الذي أصبح آفة اللاعبين ويشكل الخطر الأكبر عليهم، ويمكن أن يكون نايف الهزازي أحد الأمثلة لهذا  الاستنزاف و(الحرق )  الإعلامي غير المدروس الذي لا يراعي مسألة السن ولاخبرة اللاعب في عالم النجومية.
لا شك أن فوز الهلال بأي بطولة يسعد جماهيره وكل الجماهير التي تقدر المستوى والأداء  الراقي، ولكن لا أعلم سر سعادة الكثيرين لهزيمته خاصة من قبل كتاب الأعمدة الذين لا ناقة لهم ولا جمل في البطولات ولا عالمها بعد أن ودعتها أنديتهم منذ زمن، ومع هذا وذاك فالأمانة الصحفية تحتم المنطق في كل ما يكتب بغض النظر عن الميول، السؤال هو: متى نصل لهذا المستوى من الاحترافية في الإعلام؟