يعتبر النقل التلفزيوني لدوري عبداللطيف جميل بمثابة سلة الغذاء والدواء للأندية السعودية المحترفة والتي عجزت حتى اللحظة عن العمل على ترشيد مصروفاتها بما يتوافق والدخل المعتاد أو المتوقع نظير جهودها التسويقية إن كانت بالفعل تقوم بعمل تسويقي الأمر الذي يجعل الحديث والاهتمام بقيمة الصفقة من الناحية المادية يفوق حديثنا واهتمامنا بالأبعاد الأخرى التي من شأنها تؤسس لثقافة رياضية متعلقة بكرة القدم بقيمة تتجاوز القيمة المتاحة للفوز أو الخسارة من مباراة إلى أخرى ومن فريق لفريق آخر.
لقد امتد مشوار الدوري السعودي طويلاً ومع قنوات مختلفة ومع هذا العمر المديد لم أجد تفوقاً أو تميزا من قنوات إلى أخرى سوى إذكاء عبق التعصب والتكريس لنظرية الغالب والمغلوب حتى وإن كانت هذه النظرية صحيحة على أرض الملعب ومتداولة في ملاعب العالم إلا أن هذه اللعب أي كرة القدم رسالة حضارية تعطي ولو ملمحاً حول حضارة الشعوب وثقافاتها المختلفة وهو ما شاهدناه مؤخرا في مونديال البرازيل ومن أمثلة ذلك ما تبرعت به حكومة ألمانيا الاتحادية بعد الفوز الكبير على البرازيل للمساهمة في دفع عجلة النمو ومحاربة البطالة في البلد المستضيف.
لقد تغلغلت القنوات المتعاقبة على نقل الدوري السعودي في مفاصل الأندية ودهست بعجلتها الكثير من القيم والمبادئ وهي المتمثلة في الأخلاق الرياضية بحجة الإثارة رغم أن هذه الإثارة ظهرت بشكل مطاطي ساهم في بلوغها ذمم الناس والتشكيك وفرض نظرية المؤامرة على أنه واقع متداول.
ولأني ابن الإعلام وأزعم جزافاً قدرتي على فهم واقعة والأيقونة التي تحرك كواليسه فإن خبر حصول مجموعة قنوات mbc على الحق الحصري لنقل مسابقتنا يعد واحدا من أهم الأخبار ونقلة حقيقية صوب مجموعة إعلامية ضخمة لديها القدرة إن أراد أصحاب القرار فيها لاستعادة مجتمعنا الرياضي المنهوب بسطوة العمل الفردي والارتجالي المرتبط بتواضع القدرة والمتعلق بالمصالح الفردية لتقديمه بصورة أفضل تمثل صورة المشجع السعودي الحقيقي والذي يتعلم بسرعة ويكتسب العادات الجيدة، كما يكتسب غيرها مما هو متاح له.
إن البعد التثقيفي والدور الريادي هو ما كنت أعنيه وما حاولت في هذه الأسطر الإشارة إليه، فكل الرياضات تنتهي بفوز وخسارة بدموع وابتسامات إلا كرة القدم وهي اللعبة الأشهر تحمل في عمرها مجموعة من الثقافات والفنون والعشق واللهفة والإعجاب والهتاف والفرح والمتعة منذ تحديد موعد المباراة حتى نهايتها.
إن صناع mbc لديهم المقدرة على فهم ما أعنيه هنا، بل ويستطيعون أن يحولوا مجمل الأمنيات إلى واقع شريطة ألا تنطلي عليهم فكرة الأكشن سعياً لتحقيق غايات المعلنين، فالدوري مربح دون جهد وهذا ما تحقق في عهد تلفزيوننا العزيز فما بالكم بقليل من
الجهد؟ ..
عموماً كل كتاباتي مجرد أمنيات وتوسلات للرفق بعشاق كرة القدم في بلادي والذين أصبحوا يهربون من منافساتنا بسبب حجم الشحن والنفسية التي تطل عليهم عبر مختلف الشاشات.