|


فواز الشريف
شجرة العائلة
2014-07-22

يعتقد البعض من الجماهير أن الإعلام الرياضي يعد في وقتنا الراهن " كومة من الفساد" خاصة مع مناسبات ارتفاع حدة التعصب والبؤس التشجيعي المؤلم وقد ساهم في ترسيخ ذلك رأس المال الخفي الذي يلعب دور الممول منطلقاً من مبدأ المصالح الخاصة.

طبعاً الإعلام الرياضي مثله مثل غيره من المهن يمكن للدخلاء المرور صوبه لكنه يمتاز عن غيره بكونه أحد أهم وأجمل الفنون الإنسانية والحرفية التي أصبحت تشكل تضاريس العالم خاصة إذا ما ارتبط ذلك بالصحافة.

إنها أي الصحافة تعد بمثابة الأم في شجرة عائلة الإعلام على مختلف مشاربه وخاصة بالنسبة للإذاعة والتلفزيون وهي عمل راق جدا بل إنه مفتاح تلك الأعمال الإعلامية كون المادة التحريرية التي ينطق بها المذيع أو مقدم البرنامج هي عبارة عن مادة صحفية قام بكتابتها وصياغتها رجل صحفي.

إن الجماهير التي تحكم على فساد مهنتنا أعتقد أن حكمها جائر كون هذه المهنة لها مكانتها وقيمتها في أي مجتمع متحضر وليس من ذنب المهنية الإعلامية أنها ابتليت بمن لا يقدر قيمتها ومكانتها بل وإن منها ممن يساوم على ذمتها.

في مقالي السابق وهو نواة توجهي مع الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد ذكرت له أهمية صناعة إعلام نخبوي حقيقي ينطلق من قبة اللجنة الأولمبية السعودية ليكون اتحادا نوعياً يساعدنا في الخروج من عباءة الألوان والأندية كما هو حال التحكيم في كرة القدم والقضاء في المحاكم لأن المهنة الإعلامية أمانة وترمومترا نتحرك وفقه وليست منتجعاً برامجيا يقدم خدمات الترفيه لأصحاب رؤوس الأموال أو لعشاق الأندية خاصة إذا كان العمل وطنياً عاماً ويهم كافة الشرائح الشبابية والرياضية.

نعم إن قضيتي إعلامية بحتة وبالذات في الشأن الرياضي ويهمني أن أسعى مع بقية الأنقياء وإن كنت كما يقول الإمام الشافعي "ولست منهم" لإعادة بريق ومكانة وأهمية هذه المهنة، وأعرف أن التطرق لمثل هذا الموضوع قد لا يكون ضمن اهتمامات الرئيس أو قد يكون غير مرحب به خاصة إذا ما عرفنا أن هناك من يقتات على فتات الحرف أو الكلمة، بل إنه هناك من ينصب خيمته على طرقات العمل الحقيقي ليقتطع منه متى ما أراد بلغة " سوقية " تارة و"عامية " تارة أخرى بحجة أن الجمهور الرياضي لا يفقه سوى هذه المدرسة اللفظية في وقت لا يستطيع أن يرصف جملة مفيدة.

خلاصة القول إن الإعلام الرياضي في بلدي يتيم فلا وزارة الإعلام تعترف به ولا الرئاسة العامة لرعاية الشباب يهمها شأنه وهو ما تعايشنا معه بل وهذا اليتم جعل بعض الجماهير تعتقد أنه "كومة من الفساد" أكتب كلماتي من تحت ركامها.