بعد ركض في الملاعب المحلية، ختم بخير الحصاد بأفراح وذهب منصات، يعود الهلال لإكمال مهمته الآسيوية في ذهاب دور الستة عشر، في لقاء يجمعه مساء اليوم في مسقط مع فريق استقلال خوزستان الإيراني.
ووسط ظروف مواتية للهلال المنتعش بتحقيقه بطولة الدوري المحلي وكأس الملك، ومضطربة لفريق استقلال خوزستان، تؤشر إلى أن الملعب العماني قد يكون هلالياً لعباً ونتيجة.
فالفريق الإيراني عاش أحداثا متأزمة قبل مجيئه إلى مسقط، ستلقي بظلالها على أداء الفريق الذي يعيش لاعبوه أوضاعا مالية صعبة، نتيجة عدم صرف مستحقاتهم، دفعتهم إلى التلويح بالإضراب وعدم الذهاب إلى مسقط لملاقاة الهلال.
وما تردد من أنباء أن الفريق الأحوازي غادر إلى عمان بالإكراه لمواجهة الهلال تحت الضغط والتهديد من الاتحاد الإيراني، الذي يخشى من تعرضه لعقوبة آسيوية غليظة في حالة رفض الفريق السفر إلى عُمان.
وفي ظل ظروف متباينة بين فريق يعيش أفضل حالاته المعنوية وبين فريق يشهد حالات تأزم، بلغت حد إضراب لاعبيه بعدم السفر، مما يدفع إلى القول بأن أزمة استقلال خوزستان تخدم الهلال لاستثمار ظروف المنافس لتأمين فوز مريح يعزز مسيرته في المسابقة.
ورغم أن تجارب الهلال المزمنة في الآسيوية غير سارة، ويلاحق الخوف أنصاره من استمرار العقدة الآسيوية، إلا أن حظوظه هذا الموسم قد تنفرج نتيجة ابتعاد الفريق عن الضغوط التي عادة ما تترافق مع مشاركاته الآسيوية السابقة من تحضير محتقن وتحفيز مبالغ فيه، يحمل اللاعبين جهدا فكريا وبدنيا يفوق المعدل الطبيعي.
وفي هذا الموسم الآسيوي، لوحظ غياب شعارات مستهلكة تكررت في مواسم سابقة، كرفع جماهيره شعارات ضاغطة على اللاعبين في المدرجات، كما أن الإعلام الهلالي هو الآخر خفف من جرعات التغطية العاطفية لمسيرة فريقه في الآسيوية.
يبقى القول إن الهلال مؤهل فنيا للمضي إلى أبعد نقطة، والأجواء التي سبقت اللقاء وما خلفته من تداعيات مؤذية لمعنويات الفريق الأحوازي كلها تصب في خدمة الأداء الفني والمعنوي، وتنبيء بعبور الهلال خط الذهاب مساء اليوم في مسقط، وتأمين حظوظه في إياب الدوحة الأسبوع المقبل للعبور إلى المرحلة التالية.