تحقيق الاتحاد كأس ولي العهد على حساب النصر في النهائي الذي جمعهما قبل أربعة أسابيع، حفظ للفريق مكانًا بين الأبطال، وسيكمل ما تبقى من الموسم منتشيًا بروح البطل.
أما النصر الجريح فنياً وإدارياً، فقد خرج من الموسم بلا حصاد ذهبي، ولم يبق له غير العمل على ضمان موقع متقدم في الدوري، ينقله مباشرة للتأهل للمسابقة الآسيوية للموسم المقبل.
وخطوات العالمي نحو الآسيوية بعد فترة توقف لحساب المنتخب، تبدأ مساء الغد على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض، في مواجهة مع الاتحاد ضمن أحداث الجولة 22 في كلاسيكو عادي للتاريخ، لافتقاده وهج المنافسة على لقب الدوري.
ويجوز تسميته بكلاسيكو البطل والضحية؛ كون الاتحاد ضمن الأبطال لهذا الموسم، في حين أن النصر ضحية الموسم؛ لفشله في استثمار الفرص المتاحة بخسارته نهائي ولي العهد، وتالياً الخروج من مسابقة كأس الملك، وفقدانه فرصة المنافسة على لقب الدوري.
وعلى الرغم من أن ظروف الناديين متشابهة في ثقل حجم المديونية المزعجة لعمل المنظومتين الإدارية والفنية، إلا أن الاختلاف يظهر في مواجهة المشكلة بين الإدارتين.
فالإدارة الاتحادية أظهرت في تحركاتها جدية عملية؛ ما أوجد شيئًا من الارتياح للاعبين، من أن إدارتهم تعمل لمواجهة الموقف، على خلاف ما يحدث في إدارة النصر التي يبدو أنها غير مبالية أو مدركة لخطورة الموقف.
ومن هنا فإن لاعبي الاتحاد بكل الظروف المحيطة بهم، يدخلون الكلاسيكو ليلة الغد بحضور معنوي جيد، تاركين هم الظروف لإدارة تعمل بكل طاقتها لتذليل الصعاب.
والواقع يؤكد ـ وعلى الملاعب ـ إيجابيات انعكاس الجهد الإداري على معنويات اللاعبين، وأقرب الأمثلة فوز الاتحاد بكأس ولي العهد، وتسجيل فرحتي فوز بالذهب وكسر للتفوق النصراوي المعتاد.
وفي الجانب النصراوي، لا جديد يؤشر إلى جدية ما لم يجد جديد بفكر مختلف يحسن معالجة متاعب كيان جماهيري جريح؛ لإخراجه من حالة البؤس نتيجة الجفاف المالي الناتج من سوء التدبير، ووضع حد لتخبطات من صنع مزاج إداري، ضربت الجسم الفني في روحه.
يبقى القول وعلى ضوء المشهدين الفني والمعنوي للفريقين، فإن تفاؤل الاتحاديين بالفوز له ما يدعمه، وعكسه يخيم على المشهد النصراوي، وتبقى اللقاءات الجماهيرية الكبرى لها طابعها الخاص، وقد ينتفض الجريح النصراوي لحماية اسمه.