معالم عودة المنتخب السعودي إلى سابق عهده قبل عشر سنوات، عندما كان طرفًا آسيويًّا منتظمًا في التأهل إلى المونديال العالمي، تبدو هذه المرة قريبة المنال، ولم يبق إلا خطوات قليلة، وتخضر ربوع البلاد احتفالاً ببلوغ المونديال.
وأنا أكتب هذا المقال، تذكرت أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم السابق، ومن عمل معه بإخلاص، فهم من أسس قاعدة انطلاق الأخضر في التصفيات وثمارها واضحة، بدءًا بتأهل الأخضر إلى نهائيات آسيا في أبو ظبي 2019، واقترابه من بلوغ روسيا 2018.
وكل المطلوب من الاتحاد الجديد الذي تولى المهمة خلفًا لعيد، أن يكملوا الجهد في الحفاظ على مكاسب الأخضر تحضيرًا وإعدادًا.
والأخضر يترقب إشارة روسيا بعد فوزه الخميس الماضي في بانكوك على تايلاند بثلاثية، متجاوزًا مرحلة مهمة في التصفيات، بتغلبه على فريق متطور ومنظم، معززًا مكاسبه ومتصدرًا مجموعته بثلاث عشرة نقطة، بفارق الأهداف عن الفريق الياباني أقوى المرشحين للعبور للمونديال العالمي.
والجولة السادسة المنتهية لعبت نتائجها لصالح المنتخبين المتصدرين، بتعثر الفريق الأسترالي بالتعادل مع الفريق العراقي، وخسارة الإمارات من اليابان في العين بهدفين، لتوسع الفارق مع المنافس الثالث الأسترالي إلى ثلاث نقاط، ومع المنافس الرابع الفريق الإماراتي إلى أربع نقاط.
وتلك فرصة للأخضر للحفاظ على مكاسبه وتعزيزها في اللقاءات القادمة، وأقربها مع العراقي في جدة بعد غدٍ الثلاثاء، ومثل هذه التصفيات تتطلب نتائج رقمية في الميدان، وإن اقترنت بإبداع ميداني فذاك خير على خير.
وتكمن أهمية القادم من اللقاءات في الحسم لضمان بقاء مفاتيح التأهل في حساباته، دون انتظار خدمة النتائج الأخرى، وحسم التأهل مطلب قبل اللقاء الأخير الذي سيجمعه مع المنتخب الياباني القوي في الرياض في سبتمبر المقبل.
يبقى القول إن انضباطية الأخضر السعودي التي أظهرها في التصفيات رقميًّا، وانتشاره في الملعب إلى حدٍّ مرضٍ، تدفع إلى التفاؤل، بمواصلته الحصاد وتحقيق تطلعات الجماهير المنتظرة خطف أي من بطاقتي التأهل المباشر إلى مونديال كأس العالم عن المجموعة الثانية.