|


محمد السلوم
من يتذكر (الاحترام)؟
2016-08-30

التعصب الرياضي هو شكل من أشكال التطرف الفكري الذي يعمي البعض عن رؤية الحقائق بعيون صافية والانحياز والاصطفاف مع وضد على أساس الميول الرياضية، وقد بلغ وسطنا الرياضي حد الظاهرة التي تحتاج إلى رؤية لمعالجتها.

وأقرب الأمثلة على قياس التعصب في رؤوس الجماهير والمسؤولين الرياضيين أيضا ما أثير حول تغريدة المحامي الدكتورعبد اللطيف بخاري عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم من زوبعة إعلامية وتراشق صحفي وفضائي وفي تويتر بين من أعجبتهم التغريدة وبين مناهضيه من أنصار فريق الهلال الذين اعتبروا التغريدة إساءة لفريقهم.

وفي كلتا الحالتين فإن الدافع في الغالب تعصب للميول من ردة فعل المؤيدين والمناهضين للدكتور بخاري حتى لجنة الانضباط التي استدعت الدكتور بخاري لسماع رأيه كان الدافع الحماسي والسرعة في التحرك وراءها رائحة الميول أيضا وربما ضغط متنفذي الميول في التأثير على بوصلة الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه.

والوسط الرياضي أصبح محكوماً بالميول وسوء النية في الغالب مقدم على حسن النية في التعامل مع الأحداث الرياضية وكرة الثلج تتدحرج.

وللتذكير في عام 2011 دشن ما سمي في ذلك الوقت بحملة الاحترام التي بشرت بأدوات عمل جيدة للحد من التعصب الرياضي لكنها ماتت في مهدها دون تفعيل لأدواتها مما يعني أنها ولدت تحت وهج الفلاشات الإعلامية وانطفأت في اليوم التالي.

ومن لم يتذكر حملة الاحترام أو لم يسمع عنها فهي كانت تستهدف الوسط الرياضي من لاعبين ومدربين وإدارات أندية وجمهور وإعلام رياضي وعلى جميع المستويات في محاولة لبرمجة مجتمع رياضي صحي وصولاً على المدى المنظور لاحتواء منابع التعصب.

ولا ننسى أن من ضمن أسباب التعصب تركيبة مجتمعنا التي يغلب عليها العاطفة وسرعة ردة الفعل المعاكسة وسط مجتمع رياضي ساخن وزاد من سخونته أقوال متراشقة بين الرياضيين عموماً ومن أعضاء لجان وغيرهم بكلمات قاسية ساعد التخبط في اللجان وهواة التأجيج والتشنج و(إعلام الأندية) على تداولها وتسخينها.

يبقى القول إن ظاهرة مثل ظاهرة التعصب الرياضي لا يجوز الاستهانة بها فهي خطر قد يمتد إلى خارج الحدود الرياضية وأصبح من الضرورة بمكان أن تواجه بأدوات مدروسة. 

ولعل المتابع يدرك أن الساحة الرياضية السعودية بلغ فيها التعصب الرياضي مبلغاً غاب فيه العقل إلى حد كبير وأصبحت العواطف المحتقنة هي لغة التخاطب السائدة والعزف على وتر التعصب انسحب على الجماهير الرياضية، بل هي حطبة وما ينشر ويعرض في الإعلام من مشاحنات هي الوقود لتسعيره.