|


محمد السلوم
هياط مشجعي النصر
2016-02-28
تداعيات المستوى المتواضع للفريق النصراوي حامل لقب الدوري في نسختيه الماضيتين تتفاعل غضباً، وتسلسل الأحداث السلبية وضعه في قلب العاصفة فلا مستوى ولا نتائج ولا فكر ينتشل الفريق من الدوامة الفنية والنفسية إن لم يكن الفكر هو صانع المأساة.
والضربات تتوالى والجماهير تصرخ حسرة على وضع فريقها وهناك من داخل منظومة الكيان من يصف صوت الجماهير الحزين بأنه (هياط مشجعين) في حين أنه صوت حق لجمهور وفي وغيور يرى فريقه البطل يهان في المكاتب بلا رواتب وتضرب روحه في الميدان.
والجماهير ليست إلا تصفيقاً يحتوى بالكلام وغيره وغضبها من القائمين على الفريق له أسبابه الواضحة وقد تكشف كل شيء وقاله اللاعبون وليس غيرهم واللاءمة تقع على من أوصل الفريق إلى هذه الحالة المحبطة وليس (هياط مشجعي النصر).
فالفريق الذي أبهر محبي الكرة في الموسمين الماضيين الاستثنائيين بات بوضعه الفني الراهن محطة عبور للفرق في جمع النقاط وتحسين المراكز على حسابه وأصبح في متناول الجميع يضرب قسرياً في الملاعب من الصغير والكبير.
والنصر بانتكاساته المستمرة منذ بدء الموسم إلى آخر جولة لعبها مساء أمس الأول الجمعة لم يعد ذلك الفريق المرعب في الميدان عدا اسمه الكبير الذي ظل باقياً تحت حماية جماهيره العريضة الوفية التي تعاني من الإحراج في مواجهة تهكم جماهير الأنديه الأخرى.
والنصر وقد أصبح في حكم النادي المنكوب واليأس بلغ حد القناعة عند جماهيره أن صناع الفوضى لا يمكنهم فرض المهنية الإدارية وإصلاح منظومة عمل كاملة بأطرافها الإدارية والفنية وهم لا يحسنون أدواتها.
والتغيير وقد بلغ الوضع حالة من التهتك في منظومة العمل مطلوب ليأتي فكراً يحسن التدبير وإصلاح ما أفسده سوء التدبير والمراهنة على الوقت قد تزيد الأمور تعقيداً مع إفلاس الأدوات الحالية عن الإتيان بجديد.
ولا بديل عن إعلان حالة الاستنفار لإنقاذ الفريق الذي يواجه بوضعه الحالي مصيراً مجهولاً ولا مؤشرات انفراج تؤشر على أن هناك ثمة ما يمكن انتظاره من القائمين عليه وهيئة أعضاء الشرف وكبار الداعمين والمؤثرين عليهم أن يواجهوا مسؤولياتهم في هذه الظروف الصعبة بعد أن أصبح الكيان في حالة إدارية وفنية يرثى لها، فلم يعد للصبر حدود عند جماهير العالمي وقد تجاوز الحدود.
والكلام التنظيري عن التصحيح انتهت صلاحيته فقد يكون المنظر إدارياً ويعجز عن ممارسة الفن الإداري وقيل في الأمثال (إن فاقد الشيء لا يعطيه) وقد يكون المنظر فنياً يعيش على وهم انتفاضة نجوم أحبطت معنوياتهم في بيئة عمل خارج زمن الاحتراف.
يبقى القول وبالمختصر المفيد ـ للجادين فقط ـ أن الإدارة في عصر الاحتراف الرياضي تتطلب أيضاً عقلية محترفة في التخطيط الإداري والفني والاستثمار والتسويق والهيكلة والتنظيم المبرمج في المال والأعمال، واللاعبون المحترفون في البيئة الإدارية المحترفة يعرفون واجباتهم في الميدان وليسوا في حاجة إلى جماعة تعمل بفكر بدائي (شدوا الحيل وابشروا).