|


محمد السلوم
محاربة التعصب بالصدمة
2015-06-25
لا جديد سيطرأ على الفكر الرياضي حتى لو تم التعاقد مع كبريات شركات العلاقات العامة العالمية في مهمة تستهدف في هدفها البعيد بلورة فكر رياضي خالٍ من التعصب.
والتعصب كما هو ملاحظ لدينا في وسطنا الرياضي يزداد سعيره موسماً بعد آخر واللجان الكروية ومنظومة الرياضة بحكامها ولجانها عموماً تواصل تخبطها الجاذب للاحتقان بين الجماهير.
ومع تواضع الشفافية والمعايير في التعامل بين الأطراف الرياضية وجماهيرها كلها تعد من أدوات الدفع بالمجتمع الرياضي نحو الاحتقان الذي يولد التعصب.
أي أن مسببات الاحتقان في الوسط الرياضي قائمة وأن الذي يقود إلى التطرف والتعصب ليس فقط من صنع الإعلام والجماهير بل إن المؤسسة الرياضية بتخبطها وعجزها عن تطبيق القوانين توفر أجواء لتفريخ التعصب بين الجماهير.
ولا أبالغ إن كررت ما قلته في وسائل الإعلام إن التعصب بمساهمة بعض أصحاب الكراسي والمنابر تجاوز حدود الإزعاج وصولاً إلى تعدية الشعور بالكراهية وخلق أجواء من الاحتقان.
وهذا الاحتقان نتيجة خلل في تنفيذ الأنظمة والقوانين من القائمين عليها أدى إلى إثارة مسؤولي الأندية وانسحب على الجماهير بالإضافة إلى التأجيج الإعلامي (الصبياني) من بعض (الإنشائيين الإرشيفيين) الذين يقتاتون على إثارة المشاكل.
والتعامل مع جذور التعصب الرياضي وليس قشوره في البيئة الرياضية السعودية ليس من السهولة بمكان اقتلاعة بتشكيل لجنة أو بحملة إعلامية وإنما يحتاج إلى وقت لترسيخ ثقافة احترام الأنظمة وحقوق الآخرين وخير من يعزز نجاح هذا التوجه لأي مجتمع هو تطبيق الأنظمة بشفافية على الجميع لا فرق بين أندية كبيرة وصغيرة.
يبقى القول إن الصدمة العميقة تولد صحوة مثلها، وهذه هي الطريقة الأنسب والأسرع أثراً لمثل البيئات العربية، وهذا لن يتأتى إلا بتغليظ القوانين المحاربة للتعصب والعنصرية.
وقوة ردع مثل تلك بملاحقة المارقين ورفع قضايا ضدهم وضد وسائل الإعلام والمنابر الأخرى الناشرة للكراهية والتعصب، ومثل هذه القوانين الرادعة على المدى المنظور تأثيرها سيكون ملموساً وأفضل من تشكيل لجان تفرخ لجاناً مثلها والمحصلة النهائية الفشل في بلوغ الأهداف.
وصدور عقوبات مالية قاسية كأن تغرم الوسيلة الإعلامية مبالغ طائلة بالملايين هذا سيدفع الوسيلة إلى التحقق من سلامة مضمون كل ما ينشر ويبث بالإضافة إلى أن وسائل الإعلام ستتجنب التعامل مع عقول محتقنة تسبب لها المتاعب والخسائر المالية.
وستتلاشى من المشهد الإعلامي البرامج وفرق الردح التي تعزف على وتر التعصب وتقتات جماهيرياً عليه من جماعة (الجمهور عاوز كذا).
ووجود عقوبات مالية كبيرة رادعة يعني تلاشي أدوات قرع طبول التعصب وهم هؤلاء الذين يظهرون في الفضاء والأثير وعلى الورق يفاخرون بهرطقاتهم وتصفيق منصات بلهاء لهم.
والواقع ما هم إلا أشبه بالطبول التي توظف من طبول أخرى تتولى عملية تقديم البرامج بحجة سخيفة وهي البحث عن الإثارة وما يعملون ليس بإثارة مهنية وإنما إثارة شوارعية.