كان من الأماني الهلالية ألا يلعب فريقهم مساء بعد غد السبت أمام النصر لكن الأماني ذهبت في خبر كان وخرج فريقهم من الآسيوية بالفضة وخطف الذهب القاري ويسترن سيدني الأسترالي في لقاء الإياب في الرياض وطار إلى العالمية وتفرغ الهلال للقاءات المحلية.
كل الأنظار ستتجه مساء بعد غد السبت ضمن الجولة 12 من دوري عبد اللطيف جميل منتظرة اللقاء الجماهيري في ديربي العاصمة بين النصر المتصدر(28) نقطة والهلال (23) وله مباراة مؤجلة وما عدا هذا اللقاء الهام الذي يواجه فيه النصر بصدارته الهلال المتأهب لهزها.
واللقاء لا يخدم فوز الهلال لوحده في حالة قدرته على ذلك، بل سيفتح الباب للمنافسين لمزاحمة النصر عن قرب وربما التمهيد بنزع صدارته خاصة والهلال ينتظره لقاء سهل مع هجر في حين ينتظر النصر لقاء صعب أمام الشباب.
والدوري وقد أزف على إسدال ستاره في النصف الأول وسباق تولي الصدارة والإطاحة بالنصر المتصدر مطلب هلالي وشبابي أهلاوي أيضا ولم يتبق غير الانتظار القريب ويتضح بطل الشتاء إن جاز تسمية متصدر النصف الأول ببطل الشتاء.
إذاً ديربي العاصمة يعد على درجة كبيرة من الأهيمة لتحديد ملامح خارطة ترتيب الفرق مع قرب نهاية الدور الأول فضلا عن أن أهمية اللقاء تدرج ضمن اعتبارات التنافس التقليدي للفريقين وقدرة أي منهما على فرض إرادته أمام منافسه في محفل جماهيري أهميته تتجاوز حدود البلاد وصدى نتيجتيه تبلغ الأوروجاوي ورومانيا.
فالعالمي بمدربه الرشيق الأوروجواني دا سيلفا بأسلوبه الفني الممتع يريدها فوزا لحماية صدارته وإبقاء منافسه في دائرة الانكسار النفسي والمحلي بمدربه الروماني ريجي وهو غير مقنع للهلاليين بعد يريدها متعددة الأغراض معنوية لتجاوز تداعيات (الآسيوية) وإطفاء (الطقطقة السيدنية) المستمرة ونقطية لفرملة منافسه وخطف الصدارة منه وإرضاء جماهيره.
المؤشرات الفنية والأجواء المحيطة بالفريقين تؤشر إلى أن النصر ككتلة فنية في وضع فني ونفسي أفضل ومؤهل للحفاظ على مكاسبه في الدوري كفريق متسيد للساحة بأفضلية الأرقام.
وفي الجانب الهلال يبقى الفريق مكتمل فنياً وإن غاب عنه قلب الفريق البرازيلي نيفيز وقد يلعب إذا (حلت ظروف غيابه) عن الفريق ولا أظن أن غبار (الآسيوية) سيكون حاضرا بظلاله في لقاء النصر كونه ليس جديدا على الفريق الهلالي.
وما يميز لقاء مساء بعد غد من الناحية الفنية ذلك التوازن القريب في صفوف الفريقين وإن كان الميل لصالح النصر إلا أن ذلك في الملعب ليس بيضة القبان الرابحة.
ففي مثل هذه اللقاءات الكبرى تتداخل فيها الفوارق الفنية مع عوامل أخرى ويحضر الحماس وجدية التحضير الفني والمعنوي وروح كل فريق للتغلب على الآخر من جراء قوة وشدة التنافس الفني والجماهيري بين العملاقين.
يبقى القول إن لقاء قطبي العاصمة له طعم خاص ووهج تبلغ جاذبيته كل البيوت الرياضية للعروض الجميلة التي عادة ما تكون طابع أداء الفريقين بعيدا عن الاحتقان الزائد داخل الملعب بين اللاعبين.
لقاء النصر والهلال والهالة الإعلامية والجماهيرية السابقة له لا تتوقف عند معرفة النتيجة وتحليلها بل تمتد إلى ما بعدها وتزدحم مواقع التواصل الاجتماعي بالمعلقين على صدى نتائجه وأحداثه لأيام عدة.