|


محمد السلوم
اتحاد عيد في مأزق
2014-12-04

ما كان للاتحاد السعودي لكرة القدم (ساف) أن يبلغ هذه المرحلة من الهوان لو أن الآلية التي أوصلت أعضاءه للكراسي صحيحة ومابني على هشاشة سيتآكل سريعا وهذا هو حال اتحاد عيد في مأزقه بعد عامين على انتخابه.

والهشاشة التي بني عليها الاتحاد انطلقت من الأندية التي رشحت من يمثلها، لاحظوا رشحت ولم تنتخب وهذا يعني دخول العواطف والولاءات على حساب الكفاءات، ويفترض أن تنطلق الآلية من الأندية بلغة صندوق الاقتراع.

بمعنى أن تجري انتخابات في الأندية لاختيار ممثليها يكون للجماهير دور في الاختيارمن بين المتقدمين الذين لاتقل مؤهلاتهم عن الشهاده الجامعية مع خبرة دسمة في المجال الرياضي، وألا يقل عدد المقترعين عن ألف كحد أدنى من جملة عضوية النادي.

هنا سيكون الفرز لصالح الكفاءة لأن المقترعين سينتخبون الأفضل وليس لصالح الولاء كما هو معمول به والنتيجة ازدحام مجلس إدارة (ساف) وجمعيته العامة بمشجعين أكثر مما هم أهل علم وفن.

والحالة التي عليها اتحاد كرة القدم من العجز والهوان تؤكد فشل ترشيحات الولاء، إذ بلغ كراسي الاتحاد مجموعة كل همهم الولاء لألوانهم الرياضية وليس من بينهم في الغالب ما هو مؤهل للتعامل مع الأنظمة والقوانين، بدليل أن النظام الأساسي لم يصدر بعد.

ومما يؤكد تواضع الأعضاء في المجال المالي جهلهم في إعداد التقارير المالية وإلا ما الذي جعل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبد الله بن مساعد يقول متهكما بعد اطلاعه على تقرير محاسبي أعده أحد (الفالحين) من أعضاء (ساف) لوكان من أعد التقرير موظفا في شركتي لفصلته.

وغدا في جدة في لقاء عاصف لأعضاء الاتحاد وقد تكاثرت عليهم السهام ما بين مطالب بإقالتهم وبين من أعطى نفسه الحق في الوصاية عليهم وسط جدل قانوني وعما إذا كان هذا التدخل مباحا أو إنه تجاوز على سيادة واستقلالية قرارات الاتحاد المكفولة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وربما إذا استمر الحال على وضعه يتدخل في نهاية المطاف (فيفا) ويوقف نشاطات الكرة السعودية خارجيا.

والجماهير الرياضية لايقع في أولوياتها الصراعات ولاتنتظر من اتحاد عيد غير إعلان إقالة المدرب الإسباني لوبيز كارو بعد عامين من الفشل الذريع آخرها خسارة خليجي 22.

والكل يعلم إنه لم يبق على انطلاقة أمم آسيا في أستراليا سوى شهر والأمر يتطلب قرارات سريعة بالتخلص من لوبيز وترحيله إلى بلاده، وفكرة إبقائه مستشارا لاتختلف عن صرف راتب ضمان اجتماعي له فهو عديم الفائدة وقد جرب.

وعلى الاتحاد في هذه المرحلة أن يؤجل صراعاته إلى ما بعد أمم آسيا المقرر انطلاقتها في أستراليا يناير المقبل، وإحضار مدرب بديل يجب أن يعطى الأولوية في هذا الوقت لانتشال الأخضر السعودي من ضياعه الفني حتى لوكان مدربا وطنيا.

يبقى القول إن بقي اتحاد عيد صامدا حتى نهاية فترته أو إنه استقال تحت الضغط فهي تجربة وليدة تؤسس للاستفادة من الأخطاء لتحاشيها في أية انتخابات مقبلة بإعادة صياغة آلية العمل لضمان بلوغ الكفاءات إلى مناصب الاتحاد بدلا من الإجراء الحالي الذي ملأ مقاعد الاتحاد بأناس لايختلفون عن حملة الطبول في المدرجات.

كاتب صحفي