هلال التماسك واتحاد التفكك، هو ما يمكن اختزاله في هذه الكلمات التي تشرح حالة الفريقين السعوديين في لقاءي إياب ربع نهائي أبطال الدوري الآسيوي أول أمس، السار للهلاليين تأهلا، والمؤلم للاتحاديين طردا من آسيا.
أحداث اللقاءين جرت في الدوحة بين السد والهلال وانتهت سلبية بالأهداف وإيجابية مؤهلة للأزرق إلى دور الأربعة، وبين الاتحاد والعين في الشرائع بثلاثية طارده للإتي من المحفل الآسيوي.
الهلال دافع بقوة عن مكاسب الذهاب التي جناها في الرياض الأسبوع الفائت بفوزه على السد بهدف ولعب بتماسك فني وبخطة الخنق الشامل لتحركات منافسه بتكثيف خط الوسط بخمسة لاعبين كساتر أولي أمام خط دفاعه وصعب على منافسه المناورة في وسط الملعب بمضايقة كل تحركاته.
لعبة مدربين كما بدا من الشكل الفني لأحداث اللقاء انتهت لمصلحة الضبط الفني الأزرق الذي عسّر على الخصم كل محاولاته وانتهى اللقاء سلبي النتيجة كما يريد الهلال في أحد خياراته الفنية.
والملاحظ أن فريق السد كما كان في الرياض ليس بذلك الفريق القادر على كسر المعادلة الفنية لصالحه فلا جديد في أدائه على ملعبه في الدوحة، وقد بان أنه ليس بمقدوره مناطحة الهلال والتغلب عليه رغم ما سبق اللقاء من حالة استنفار سداوي إلا أن واقعه الفني أضعف من قدرته على قلب النتائج لصالحه.
انتهى اللقاء كما أراد الهلال بجهده المتحفظ جدا ونال ما يريد وعبر إلى دور الأربعة منتظرا ومؤملا مواصلة مشواره الانتصاري أمام العين الإماراتي في لقاءي الذهاب في السادس عشر من الشهر المقبل والإياب في الثلاثين منه.
وفي ملعب الشرائع ورغم أن كل موازين القوى الحسابية في مصلحة فريق العين المتحزم بمكاسب الذهاب كانت الجماهيرالمحبطة بتضاؤل فرص فريقها تنتظر انتفاضة فنية اتحادية تطيح بالفريق الإماراتي أوعلى الأقل ترد الاعتبارعلى هزيمه العين في مدينة العين وتحفظ للعميد شيئا من هيبته.
وخواتم مشهد الذهاب والإياب تؤشر بإضاءات لامعة أنه لم يعد لعميد النوادي السعودية مثقال ذرة من الهيبة الآسيوية بعد انكشافه فنياً مرتين متتاليتين في ظرف أسبوع وتلقيه الهزائم المتتالية.
في ملعب الشرائع بدا الاتحاد وكأنه فريق من حواري جدة مفكك الخطوط، فلا انضباط فني يشفع له بالعذر في الخسارة اللافتة ليس في نتيجتها الثلاثية بل في الطريقة التي غزا بها الفريق العيناوي المرمى الاتحادي من ثلاث ضربات لدفاعه المهلهل فنياً منها اثنتان مكررتان بنفس الرسم الفني الذي ربما تدرب عليه الفريق الإماراتي.
يبقى القول وقد تجاوز الهلال محطة صعبة وعبر إلى الأربعة وبقي الأصعب وحلحلة الأصعب تتطلب تحضيراً دقيقاً محسوباً بحسابات فنية ونفسية وقد بات على مسافة قريبة من اللقب القاري الناقل إلى الحلم الهلالي المزمن ببلوغ العالمية.
ورمية الاتحاد خارج أسوار آسيا وهو الذي كان يقال عنه سيد ملاعبها تكشف الحالة الفنية الضعيفة للفريق ولعلها الصدمة العميقة الموقظة لمسيري الكيان لمعالجة أمراض الفريق الفنية ليعوض خيبته الآسيوية بنشاط لافت في الموسم الكروي المحلي يعطي جماهيره شيئا من الاطمئنان على مسيرته.
