مع انقضاء جولتين من دوري عبد اللطيف جميل وقبلها لقاء كأس السوبر، والحديث عن التحكيم يأخذ مساحة جيدة في وسائل الاعلام وقنوات التواصل الاجتماعي ليس احتفالاً ببراعة قضاته، بل إن سوء أدائهم جعل الأنديه تضع ضمن مخاوفها على نتائجها حكام كرة القدم.
وهذا يعني أن الأمر بلغ حداً من ضعف الثقة في الحكم السعودي، يعززه أحداثاً حصلت في الملاعب أثرت على النتائح، يتصدرها لقاء النصر والشباب على كأس السوبر، وما حدث فيه من أخطاء مؤثرة غيرت واقع المباراة، وساهمت في وأد الطموح النصراوي بالفوز بكأس البطولة.
وهي أخطأء ذكر المحللون التحكيميون رأياً فنياً فيها خاصة ضربتي الجزاء لصالح الفريق النصرواي بشبه إجماع على أحقية الفريق لها، كما أن أخطاء لاحقة في الجولتين أثارت الاستهجان من سوء تقديرات الحكام، مع لعبات متهورة وخطرة، نتج عنها إصابات مؤثره للاعبين، وخروجهم من الملعب ويفترض علاج العنف الكروي المتهور بالكرت الأحمر لحماية اللاعبين، وهو الذي لم يظهر.
وبدأ التحكيم منافساً كما لو كان خصماً في الملاعب لا حكماً يطبق قانون كرة القدم، من خلال ما لوحظ وأصبحت الفرق تدخل اللقاء بهمّين، هَمُّ المنافس وكيفية مقاومته والتعامل معه، وهَمّ التحكيم بحسابات ليست فينة، وإنما خوفاً من حدوث أخطاءٍ مؤثرة في الأداء واستفزاز الفرق وجماهيرها من قرارته الغير موفقة.
وأول رد فعل صدر من الفرق على خلفية سوء التحكيم جاء في بيان رسمي من الإداره النصراوية اشتكى فيه من الحالة السيئة المؤثرة للتحكيم، وأنه أعجز من مواكبة التطور الحالي في كرة القدم المحلية.
وأكدت الإداره النصراوية تحمل جميع التكاليف المصاحبة لجلب حكام أجانب في مبارياته أمام جميع الفرق، حرصاً على توخي عدالة المنافسة بين الفرق، وبكر رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد عبر تغريدة في تويتر، بتأييد ودعم المطلب النصراوي.
والتحكيم ظلم نفسه بسوء الأداء، ولوكان غيرذلك لما كان هناك ضروره تستدعي التفكير في حكام أجانب، لكن من الواضح أن بيان النصر والدعم الهلالي المبكر له قد لايكون له تأثير عند أصحاب القرار وهما ناديان جماهيريان كبيران، لهما وزنهما الثقيل في الكرة السعودية.
والصوت العالي الذي سمع من النصر والهلال، قد لا يلقى أية اعتبارات من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهو الذي يتغني في كل موسم بالحكم السعودي، وأهمية اعطائه الثقة دون أن يظهرتطوراً في الأداء يعزز الثقة في الحكم السعودي.
وكل ما يفعله الاتحاد السعودي التصلب في الموقف والإبقاء على سقف الحكام الأجانب الثلاثة في الموسم لكل فريق يلعب على أرضه، ويقف أمام رغبات الأندية الحريصة على مصالحها، في التوسع في استقدام الحكام الأجانب، مجبرة أمام تواضع الحكم المحلي، وهي رغبة ليست مقصورة على الأندية الكبيرة فقط.
يبقى القول إن الموسم الرياضي، بدأ ومعه علامات ومؤشرات جيدة على المستوى الفني للفرق، وكذلك على المستوى الجماهيري اللافت خاصة في مباراتي الاتحاد والأهلي بملعب مدينة الملك عبد الله في جدة ودون ذلك في لقاء النصر ونجران على ملعب الملك فهد في الرياض .
المؤشرات تبشر بموسم مبهر وهادر، فنياً وجماهيرياً ويبقى موضوع التحكيم، وهو من الأركان المهمة في المنظومة الكروية في الملعب، في وضع غير مرض، وغير على مواكبة جمال الأداء بل إنه بتواضعه من أدوات الإحباط.
وأكرر ما ذكرته في مقال سابق أنه أمام وضع متدهور تحكيمي لا مناص من فتح باب الاستعانه بالحكم الأجنبي لكل نادٍ يرغب في ذلك حفاظاً على أعصاب الأنديه وحقوقها، وأمن الملاعب من فلتان أعصاب الجماهير.