أسقطت رقصة (الدرة) التي نفذها فنياً نجوم الاتحاد داخل الملعب والجماهير أهازيج وإبداعاً في المدرجات مساء أول أمس الثلاثاء بتأهل فريق الاتحاد إلى دور الثمانية الآسيوي بفوزه بثلاثية على الفريق الشبابي أسقطت تحدي الدرة الذي أعلنه رئيس الشباب خالد البلطان عقب خسارة فريقه في الذهاب في الشرائع من الاتحاد بهدف.
وكان البلطان الذي بات لافتاً في سلوكه وأقواله عقب جسارته في تحدي قرارات لجنة الانضباط الكروية العقابية ضده وكسرها قد توعد بهزيمة الفريق الاتحادي في الدرة، أي ملعب الملك فهد الدولي بالرياض المسمى بدرة الملاعب السعودية، فكانت الدرة شاهدا على خروج فريقه من دور الستة عشر.
المباراة من واقع مجرياتها كانت لعبة مدربين واستثمار قدرات لاعبين ونجح المدرب الوطني خالد القروني في التعامل مع اللقاء بكل ما يتطلبه الموقف واستثمار إمكانات لاعبيه بالطريقة المثلى لقدراتهم فكان له ما أراد ولفريقه ولشخصه أيضا كأول مدرب وطني يقود فريقا سعوديا إلى دور الثمانية الآسيوي.
كما أن للجماهير الصفراء دورا فعالا في ترجيح كفة فريقها بالمساندة طوال اللقاء وظلت متفاعلة بعد الهدف المبكر في الشوط الأول الذي أشر إلى أن العميد بات في دور الثمانية فكانت الأهازيج والرقص في المدرجات وسط حضور 18600 متفرج 90% منهم تقريبا من أنصار العميد.
الدعم المعنوي الجماهيري كان واضحا في شحذ همم اللاعبين ومشاركة نجوم عميد النوادي الإبداع داخل الملعب بوهجها في المدرجات فكانت بتواجدها عاملا مساعدا في دفع فريقها إلى دور الثمانية وهنا تظهر أهمية القاعدة الجماهيرية الكبرى في المواقف الكبيرة.
وكنت ذكرت في مقال أول أمس الثلاثاء أن الاتحاد يمتلك ميزة الهجوم العكسي ولديه الأدوات القادرة على تطبيق الخطة المعاكسة والمتمثلة في المهاجمين الخطيرين مختار فلاته وفهد المولد، الأول نهاز فرص والثاني يجول الملعب طولا وعرضاً ويربك بسرعته خصومه فكانت نهاية الشباب آسيوياً بقدمي فلاته والمولد.
وقد نجح المونديالي في المبادرة ببراعة نجومه بالتسجيل مبكرا عن طريق مختار فلاته فكانت المؤشر الأولي بالخطوة الأولى من خلال سير أحداث اللقاء إلى ميل كل القوة المعنوية والفنية لصالح الاتحاد وتعسر الموقف على الشباب الذي يسجل للاعبيه رغم الهدف المبكر إلا أنهم كافحوا بقوة للحصول على التعادل وهددوا المرمى الاتحادي بكرات خطرة تصدى لها الحارس فواز القرني.
براعة الخطة الاتحادية وحيوية اللاعب فهد المولد وبسالة الحارس الاتحادي فواز القرني ودعم الجماهير الصاخب كلها قوضت كل المحاولات الشبابية ليأتي تتابع الهدف الثاني والثالث بقدم المولد الذي هو لوحده يحتاج إلى فريق لمراقبته ليؤكد استحالة عودة الشباب للمباراة وتأكيد تأهل المونديالي إلى دور الثمانية.
يبقى القول إن عميد الأندية السعودية المتمرس في الملاعب الآسيوية قادر على شق طريقه بقوة بلوغاً إلى مقابلة بطل الشرق الآسيوي على النهائي القاري في لقاءين ذهابا وإيابا تحدد نتيجتها بطل آسيا وممثلها في مونديال الفرق العالمية والفرصة متاحة والوقت كاف لحين انطلاق دور الثمانية أمام إدارة إبراهيم البلوي بدعم خطوط الفريق بأفضل اللاعبين المحليين والأجانب.
وتبقى إشارة إلى أن المقال كتب صباح الأربعاء قبل لقاء الهلال مع فريق بونيودكور الأوزبكي في الإياب ولعل الهلال قد لحق بالمونديالي إلى دور الثمانية وكسر عاداته الموسمية المزمنة كضيف شرف على (الآسيوية) بالخروج المتكرر من المسابقة.