كان يوم اول امس الاحد يوما مختلفا عن كل الايام التي اشرقت فيها الشمس صباحا وغربت ليلا على الملاعب السعوديه ففي مساء يوم الاحد الذهبي في ملعب الملك فهد بالرياض لمع ذهب النصر بتتويجه بطلا للدوري في حفل مهيب اعدادا وتنظيما وسط لمعان جماهير الشمس كعادتها وتفردها عن غيرها في حضورها الكثيف المميز.
واضفى الحضور الجماهيري طابع الكرنفالات الجاذبه للناظرين حتى باتت مدرجات العالمي هدفا للاعين يقترب في جاذبيته مع ما تسطره اقدام لاعبي العالمي من فنون كرويه داخل المستطيل الاخضر.
وجماهير العالمي ارتبط اسمها بالوفاء لفريقها ودعمه بكل الوسائل الممكنه في الملعب وخارجه فهي من عمق صدى صوت فريقها العالمي في الخارج ونجحت في احداث تفاعل حرك شهوة محبي العالمي خارج الحدود للافصاح عن حضورهم ومتابعتهم ودعم الفريق وسيدة الاعمال الكويتيه الداعمة خوله الحساوي كمثال ساطع.
وجماهير العالمي هي من تبني الهشتاق الشهير (متصدر.. لاتكلمني) الذي بلغ مسامع اهل الصين شرقا ونجوم هاليود في الغرب الامريكي وهي من فرض بكثافتها وسعة انتشارها وقوتها الشرائيه التفاعليه وثقافتها الحصريه المميزه في الاقناع والجاذبيه تسابق الفضائيات ووسائل الاعلام الاخري بورقه وشاشته على الركض لجعل مادة النصر الاعلاميه في مطلع اجنداتها وخططها.
كما ان اهل الفن كما هو ظاهر بكثافة طرح الاغاني استثمروا الاحداث الايجابيه مع توهج النصراللامع ببطولتي كأس ولي العهد وكأس الدوري هذا الموسم في طرح اغان تمجد العالمي بالاضافه الى تقاطر المشاهير في الاعلان عن ميولهم عبر الاعلام وكل تلك الاحداث وبهذا الحجم والاهتمام الكبيرين لم يحظ بها فريق محلي من قبل.
والكلام عن جماهير العالمي لن يبلغ حد مستوى عظمتها في الوصف الذي يليق بها ليس فقط لان النصر توج بطلا لدوري عبد اللطيف جميل اهم وكبرى المسابقات السعوديه الكرويه.. فقد فاز بالدوري انديه من قبل وتوجت من الملاعب لكن عظمة الحدث الذهبي الاصفر تكمن في اجواء الملعب الصاخبه حد الترف التي سبقت اللقاء بساعات وخلاله وبعده حتي منتصف الليل .
وان كان هناك من بطل لامع في يوم تتويج العالمي فهو جمهورالعالمي الذي غطي كامل الملعب بحضور رقمي بلغ 52500 والمشهد يشير الى بلوغه حول الرقم الـ 60 الف انه مشهد مهيب مثير للاعجاب بكل طقوسه الابداعيه.
فالجماهير بفنونها الاستعراضيه حولت الملعب الى لوحه فنيه ذهبيه بلغت من الجمال ما يفوق كلمة الابداع الترفي في فنون الاستعراض المنظم اللافت بتنوع ابداعاته مما يدفع الى القول انه يوم ذهبي اكتملت كل عناصر صياغته جماهيريا وتنظيميا.
وكنت قد ذكرت في مقال نشر في يوم التويج ان جماهير العالمي في المدرجات ستساهم هي الاخري بتميزها الانشادي والابداعي في رسم لوحات جماليه منسقه لفريقها (التيفو) في اضفاء الاجواء اللافته على الحفل وقد فعلت وبامتياز.
كما ان الشركه الراعيه للدوري(شركة عبد اللطيف جميل) الوكيل العام لشركة تويوتا العالميه وضعت بصمتها المتمرسه في فنون التنظيم والعلاقات العامه والتسويق ووظفتها في اخراج حفل ختامي مبهر لدوري توج فيه البطل بما يليق ويتفق و مكانته الفنيه واسمه الذائع الصيت وجماهيريته العريضة.
يبقى القول ان كرنفال تتويج العالمي الذي برعت الشركه الراعيه في تنظيمه واضفت عليه الجماهير النصراويه كمال المشهد كان حقا مشهدا رائعا لختام دوري طويل نال بطولته باستحقاق الفريق النصراوي.
ومعلوم ان النصر البطل لم يجن الذهب فقط بل حطم ارقاما قياسيه رقميه جماهريا وانجز اخرها في ليلة الختام مع التعاون والذي انتهي بالتعادل بهدف ببلوغ نقاط النصر الرقم (65) نقطه كاسرا الرقم السابق (64) المسجل باسم الفتح والهلال والشباب.
وعلامات تفوق العالمي بانت مبكرا منذ بداية الموسم بتجهيز فني وعمل اداري صرفت عليه عشرات الملايين لدعم اركانه الفنيه وسط بيئه عمل صحيه تناغمت فيه المنظومتان الاداريه والفنيه فكان النجاح وكان الحصاد بالظفر ببطولتين هامتين.
وهنا لا بد من ذكر رجل الانجازالرئيس النصراوي الامير فيصل بن تركي ويكفي باختصار والامير غني عن الكلام القول ان عاصفة التصفيق التي دوت بصوت اكف اكثر من 52 الفا حضروا اللقاءحال دخوله للملعب كافيه لتنصيبه ايضا بانه النجم الاول في منظومة الجسم النصراوي على غير العادة في كل بلاد العالم بما فيها بلادنا التي عادة ما يستحوذ فيها على النجوميه المطلقه لاعب كرة قدم مميز.
وتبقى اشاره مختلفه عن اجواء لمعان الكرنفال النصراوي وتتمثل في الحزن الذي خيم على الوسط الرياضي مع اعلان نبأ هبوط الفريق الاتفاقي العريق بعد 36 عاما في الممتاز الى مصاف اندية الدرجه الاولى مرافقا لجاره فريق النهضه بعد خسارته من الاهلي في الوقت الصعب قبيل نهاية اللقاء بدقائق بهدفين لهدف ونجاح كل من العروبه في الفوزعلى الشباب ونجران على الاتحاد وتعادل الشعله والرائد لتسقط الحسابات الاتفاق بفارق الاهداف عن الشعله.