|


محمد السلوم
أبونخاع حصل على مايريد
2014-03-16

لم يكتف عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم والمشرف على المنتخب الأولمبي صالح أبونخاع بخطابه التعسفي (غير المهذب) حول توقيع مدرب المنتخب الأولمبي خالد القروني لتدريب فريق الاتحاد الأول بنظام الإعارة حتى نهاية الموسم بتضمينه أوامر بعودة القروني وفريقه الفني لعمله الأصلي كمدرب للأولمبي الأخضر خلال 48 ساعة.

ولغة الأوامر لم تنته عند هذا الحد بل ألحقه بتهديد عبر الإعلام بأن هناك عقوبات رادعة للقروني في حالة عدم رجوعه خلال المدة المحددة، وتصرف أرعن من أبونخاع كما لو أنه يدير مؤسسة خاصة به.. ويسجل للقروني إنه تعامل مع الطيش الإداري بهدوء تام حتى تمت معالجة الموقف ببقائه مدربا للاتحاد لنهاية الموسم الكروي.

والخطاب بدا استفزازيا ليس للقروني فحسب بل لنادي الاتحاد وجماهيره خاصة أن العميد في حالة طواريء بعد إقالة مدربه الأورجوياني لمواجهة استحقاقات محلية وقارية وليس أمامه غير التعاقد مع مدرب محلي خبير غير مرتبط ببرنامج عمل خلال الفترة المقبلة.

وهذه الصفة متوفرة في القروني كونه فرغ من كل التزاماته مع الأخضرالأولمبي وأقرب نشاط سيكون مطلع العام المقبل ومن هنا جاء الاتصال الاتحادي والاتفاق معه بنظام الإعارة لتدريب الفريق حتى نهاية الموسم.

والغريب بحسب وسائل الإعلام التي تعاملت مع خطاب أبونخاع الفج كمادة مثيرة هو حشره في أحاديثه مدرب الأخضر في الموضوع رغم أن لوبيز لايقع تحت إشرافه المنتخب الأولمبي كونه لايصنف ضمن الفئات السنية.

وقصة القروني مع الاتحاد بدأت بحصوله على مباركة شفوية من رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد ووقع لتدريب الاتحاد. صحيح إدارة الاتحاد تأخرت في مخاطبة عيد رسميا لانشغالها مع الفريق في مهمته الآسيوية وعطل تأخرها في إضفاء الطابع الإداري وإكمال الإجراء ليأخذ وضعا طبيعيا موثقا في الأوراق.

لكن تأخر الإدارة الاتحادية ليس مبررا لحدة صياغة الخطاب ولم يكلف أبونخاع نفسه بالاتصال الشخصي بالإدارة الاتحادية أو بالمدرب القروني حول الموضوع وشرع في إرسال خطاب افتقد إلى اللباقة الأدبية وكسر الإجراءات الإدارية..ولو أن الخطاب(الشرس) مرعبر القنوات الإجرائية الصحيحة على رئيس الاتحاد أو أمينه لما سمح له أن يمربهذا الأسلوب العنجهي.

وأبونخاع ليس من مهام وظيفته مخاطبة إدارات الأندية في هذا الشأن كونه ليس صاحب قرار في الشأن التدريبي، ووسيلة الاتصال مع الأندية عن طريق الرئيس أو الأمين العام.

ولا أظن صاحب الخطاب المستهجن يجهل الإجراءات بخبرته الطويلة في المجال الرياضي، وعلى مايبدو أن له مآرب أخرى في خطابه الاستفزازي، والأرجح أن صياغة الخطاب الفج يرمي إلى إحداث أكبر قدر من الضجة، والهدف غير المعلن لأبي نخاع يكمن في حب الظهوروالإثارة والشهوة المفاجئة للبروزالإعلامي.

ويبدو ذلك قد تحقق وخرج للحديث في أكثر من وسيلة إعلامية وأصبح بعد أن أمضى أعواما في الظل مجهولا لدى شريحة كبيرة من الرياضيين بات الآن معروفا بفعل تعدد ظهوره المتكرر في وسائل الإعلام مرة يبرر ومرة يوضح .. ومن هنا حصل أبونخاع على مايريد في إشباع رغبته في الظهورالإعلامي.

يبقى القول وبحسب تصرف أبونخاع في عمله وتعسفه في خطابه وقفزه على رؤسائه في إجراء مثل ذلك أن الأمور تؤشر إلى أنها عائمة وقريبة من السائبة وليس هناك دليل مكتوب يحدد مهام وإجراءات كل جهة تقع تحت منظومة الاتحاد السعودي لكرة القدم.

من هنا على الأندية أن تتوقع شيئاً من هذه الفوضى الإجرائية الإدارية في منظومة اتحاد كرة القدم مادامت البوابة الإجرائية مشرعة على هذا النحو وبدون ضوابط تنظيمية.

وتبقى إشارة أن التاريخ العملي لأبي نخاع لايخلو من المشاغبة وإثارة المتاعب عندما أوقف بالشطب إبان عمله كمدير لكرة القدم في نادي ضمك في أغسطس 2009 على خلفية تهجمه على التحكيم واللجنة الفنية في ذلك الوقت.

وهذا يدفع إلى التساؤل عن كيفية وصوله لكرسي عضوية الاتحاد السعودي لكرة القدم ولديه سوابق يفترض مراعاتها في فحص أوراق المترشحين في الانتخابات التي أجريت قبل عام.