|


محمد السلوم
أوجاع النصر المتصدر
2014-03-11

ذكرت في مقال سابق بعيد فوز النصر على الشباب في شهر يناير الماضي في نصف نهائي كأس ولي العهد أن من قال إن النصر لعب بـ(تكتيك خاص) وحصل على مايريد بفوزه على الشباب بهدف هو ضرب من ضروب التبرير المعوج للحالة الفنية السيئة التي ظهر فيها الفريق في تلك المباراة التي تعد منعطفا سلبيا في الأداء.

ومنذ الربع الأخير من دوري عبد اللطيف جميل وأوجاع النصر المتصدر للدوري ظاهرة وعاجز عن استعادة قوته التي بدأ بها الموسم، ووضع كهذا كلف الفريق بدءا بهزيمته الأولى في الدوري من الهلال في الجولة 23 وتأخير تتويجه باللقب وهو الذي كان يحتاج فقط إلى نقطة لتنصيبه بطلا.

وبعد فترة توقف بدأ النصر من خلال مالوحظ أنه لم يستفد منها في معالجة وضعه الفني، ويبدو أن لاعبيه تفرغوا للاحتفال بمناسبات الزواج التي اجتمعت في وقت كل اللاعبين في حاجة إلى التركيز بعيدا عن الهموم الحياتية.

ولم يفق النصر من تداعيات هزيمته المزدوجة من الهلال التي أطاحت بامتيازه كفريق لايهزم وفرضت تأجيل الإعلان عن اللقب إلا وتأتيه الضربة الطاردة من الشباب التي أخرجته من مسابقة كأس الملك.

فقد بات الفريق منكشفا أمام الفرق ومن السهل ضربه من العمق وهي نقطة الضعف الواضحة في الفريق بعد أن فرغ المدرب الأورجوياني كارينيو وسط النصر من قوته لسوء تنظيمه وعدم استثماره إمكانات اللاعبين، وهو الذي لديه ترسانة من النجوم متى ما تم استثمارهم فنيا فلا قوة يمكن مقارنتها بقوة النصر.

فعلى سبيل المثال لتجارب كارينيو غير المجدية الزج بشايع شراحيلي كلاعب حر مما أدى إلى استنزاف طاقته وهو في الأصل مصمم فنيا ليلعب في المحور أو الظهير الأيمن، فماكان من دوره في مركزه الجديد غير الركض السلبي على حساب تأمين الساتر الدفاعي الأول المتمثل في المحاور، وأصبح من السهولة أن يلجأ الخصم للعب على الكرات المرتدة، وهو مافعله الهلال والشباب وغنما النتيجة.

وضع النصر الحالي وقد بقي 11 يوما على عودة الدوري للعمل لإكمال ما تبقى من ثلاث جولات يتطلب التحوط التام، خاصة أنه سيقابل فرقاً ليست سهلة على التوالي الاتحاد والشباب والتعاون، بعكس منافسه الهلال الذي ضمن إلى حد كبير التسع نقاط الباقية في خزينة الدوري كونه سيقابل فرق المؤخرة على التوالي الشعلة والنهضة والفتح، في حين أن النصر الذي يحتاج إلى أربع نقاط من تسع لتنصيبه بطلا يحتاج إلى جهد مضاعف لتأمين الفوز باللقب.

ومن أهم إجراءات التحوط تأمين الخطوط الخلفية وإغلاق المنافذ أمام الخصم ولن يكون ذلك ممكناً فنيا إلا باللعب بثلاثة محاور لتغطية الشقوق الفنية التي ظهرت في اللقاءات السابقة وكلفت النصر الكثير من تأجيل التتويج والخروج من مسابقة كأس الملك.

وخير ما يفعله كارينيو في اللقاءات الثلاثه الباقية أن يلعب بطريقة 4-5-1 بتعزيز الوسط كساتر دفاعي أول بتشكيلة صانعة بانية قاطعة، تتكون من محمد نور ويحيى الشهري كصانعي لعب مع إعطاء نور كامل الحرية للحركة وهو مايجيده نور بامتياز مع وجود غالب وفتيني وشايع كمحاوربمهام دفاعية ويوكل لهم بتعليمات مشددة تغطية انطلاقات ظهيري الجنب خالد وحسين.

يبقى القول إن الوضع الفني المتردي للنصر ليس وليد الهزيمتين من الهلال والشباب بل هو امتداد لعلامات الاستفهام حول أداء الفريق اعتبارا من الربع الأخير من الدوري وبدأ يشكل قلقاً لجماهير العالمي رغم فارق الست نقاط بينه وبين أقرب منافس له على لقب الدوري.

وبات تراجع أداء العالمي مصدراً مخيفاً من أن يضيع لقب الدوري إن لم يتدارك الجهاز الفني والإداري الحالة الفنية التي كانت وراء ظهور الفريق بمستوى غير مستواه المعهود والمبهر خلال هذا الموسم.