صاعقة هلالية تؤجل تتويج النصر بلقب الدوري، وكسرت امتيازه أيضا بالهزيمة الأولى، وقلص الفوز الهلالي الفارق النقطي إلى ست نقاط، وبات العالمي مطالبا بـ 4 نقاط من الثلاثة لقاءات الأخيرة لحسم اللقب على التوالي أمام الاتحاد والشباب والتعاون.
وفي المقابل الهلال مطالب بالفوز في لقاءاته السهلة مقارنة بلقاءات النصرأمام الشعلة والنهضة والفتح، وهو الذي نجح في إيقاف انتصارات النصر أعتى الفرق في الدوري ملحقا به الهزيمة الأولى بالدوري وبنتيجة أربعة أهداف مقابل ثلاثة.
والنتيجة جاءت معاكسة لمعظم التوقعات التي ذهبت لصالح قدرة النصر على الحسم والتتويج باللقب، لكن الهلال فاجأه بالمرتدات وسط فوضى ملاحظة وارتباك وانكشاف في دفاع النصر ووسطه على غير العادة.
ويجوز القول إن الهلال فرض إبقاء المنافسة في الملعب مفتوحة إلى حين، ورفض تتويج منافسه عبر بوابته وأدخله في دائرة القلق على لقب كان بمقدور العالمي حسمه لو نجح في استغلال سيل من الفرص أتيحت له منها 17 ضربة ركنية تؤكد أن دفاع الهلال كان مهزوزا.
وحقق الهلال مايريد.
وكنت قد أشرت في مقال الخميس الماضي إلى المنافع الهلالية من الفوز على النصر، وفعلها الفريق الأزرق مساء أول أمس الجمعة على ملعب الملك فهد بحضور أكثر من 48 ألف مشجع غالبيتهم من النصراويين الذين كانوا ينتظرون تتويج فريقهم باللقب وقطع عليهم الهلال فرحة التتويج.
وبالفوز أوفى الفريق الهلالي بكل حساباته الخاصة، أولها منع منافسه التقليدي من الاحتفال بالتتويج على حسابه وإبقائه شهرا في حالة انتظار خلال فترة توقف الدوري لحساب المنتخب السعودي.
وثاني المنافع سجل أسبقية كونه الفريق الوحيد حتى الآن الذي نجح في هزيمة المتصدر، وثالثة في رد اعتباره على هزيمتيه في الدور الأول من الدوري وفي نهائي كأس ولي العهد.
ورابعة أبقى أمله الضعيف في المنافسة قائما على أمل لاحق بأن تخدمه النتائج الأخرى، وأن يمنى النصر بهزائم تبقي رصيده عند 60 نقطة فيما تبقى من جولات يقابلها فوز متتال للهلال يرفع رصيده في نهاية المطاف إلى 63 نقطة وتحقيق اللقب، وهو أمل ربما يتحقق إذا واصل النصر في التفريط بالنتائج كما فرط في فرصة تاريخية مساء أول أمس.
وخامس المنافع المحققة أن الفوز على الغريم التقليدي هدأ من غضب الجماهير الهلالية غير الراضية عن أداء فريقها، ودعم أيضا موقف مدربه سامي الجابر الذي ظهر في المؤتمر الصحفي بعيد اللقاء منتشيا كما لوكان مشجعا لا مدربا بتشكيكه في بعض أهداف النصر الثلاثه، وقد يكون كلامه مقبولا من باب التبرير لوكان مهزوما.
كما أن الفوز الهلالي أيضا محفز معنوي رغم فارق الست نقاط لصالح النصر سيضع المتصدر وهو المرشح الأول للقب تحت الضغط خوفا من تكرار هزائم لاحقة بعد 22 جولة من حصد النقاط بلا هزيمة.
يبقى القول إن خسارة النصر ليست في ثلاث نقاط حرمته من التتويج قبل نهاية الدوري بثلاث جولات بل للهزيمة توابع معنوية جردت النصر في مباراة واحدة من بعض امتيازاته، أصعبها تأجيل تتويجه باللقب وهزيمته الأولى في الدوري ومن غريمه ومنافسه الهلال.
وتبقى إشارة أن الهلال الذي انتشى بفوزه على منافسه التقليدي وعمت الفرحة جماهيره بالإطاحة بالمتصدر رفض أن يسدل الستار وإعلان البطل وأبقى الإثارة قائمه في الجولات الثلاث الباقية.
والدرس الهلالي والطريقة الحذرة التي لعب بها أمام المتصدر واعتماده على الهجمات الخاطفة تفرض على مدرب النصر الأورجوياني كارينيو الذي لم يعط اللقاء حقه من الاهتمام التوقف عند أسباب الهزيمة وإعادة النظر في استمراره في إرهاق شايع شراحيلي لاعب المحور في غير مركزه والزج بعوض خميس وهو الذي لم يتكيف بعد مع اللقاءات الجماهيرية الكبيرة.
بالإضافة إلى تخبطه في التغيير بإخراج الخبيرين محمد نور وحسين عبد الغني وعدم الدفع بالنجم المؤثر يحيى الشهري من البداية، كما أن المدرب بدا على غير عادته وروحه الرياضية المعتادة ولم يكن في مزاج جيد وأدى تلاسنه بلا مبرر قوي مع الحكم الإيطالي عقب نهاية الشوط الأول إلى طرده في المدرجات.
ووضع النصر الفني خلال شهر التوقف يتطلب من المدرب إعادة النظر في طريقة لعب فريقه الذي ظهر في حالة من الارتباك في جميع خطوطه وعجز عن التسجيل رغم كل الفرص المواتية للحسم.
ورغم أن إحصائيات اللقاء كلها عدا الأهداف تسجل تفوقا نصراويا إلا أنها لاقيمة لها إن لم تكن فعالة، ومن يضيع الفرص عليه تحمل عواقبها، فقد استغل الهلال فرصا خاطفة وسجل وحسم اللقاء، في حين فشل نجوم النصر في استثمار فرص متاحة للتسجيل خاصة البرازيلي التون.