|


محمد السلوم
للنصرتتويج وللهلال رد وتأجيل
2014-02-20

كل أنظار الرياضيين إعلاما وجماهيراً ستتجه إلى ملعب الملك فهد بالرياض مساء غد الجمعة، منتظرة اللقاء الجماهيري في ديريبي العاصمة بين النصر والهلال ضمن الجولة 23 من دوري عبد اللطيف جميل. وما عدا هذا اللقاء الهام الذي قد يعلن فيه النصر بطلا للدوري تدرج بقية اللقاءات في عداد تحصيل حاصل وتحسين مراكز.

والدوري وقد أزف على إسدال ستاره ولم يتبق سوى ثلاث جولات لاحقة لهذه الجولة.. يشهد صراع الأقوياء بلقاء يمثل صفوة الأندية السعودية، حيث المتصدربـ 60 نقطة مع الوصيف 51 نقطة في مواجهة هي للنصر تتويح بلقب الدوري فوزا وتعادلا وللهلال فوزا ورد اعتباره وتأجيل منح اللقب لجولات لاحقة.

إذاً اللقاء يعد فحصا قويا لإمكانات الفريقين وقدرة أي منهما على فرض إرادته أمام منافسه، والعالمي يريدها حسما وضربة ثنائية بالتتويح بلقب الدوري كما توج بكأس ولي العهد بتغلبه في النهائي على الزعيم.. وهو الذي يكيفيه التعادل لإعلان تتويجه رسميا قبل انتهاء الدوري بثلاث جولات.

والنصر في وضع فني مؤهل للحفاظ على مكاسبه في الدوري كفريق لم يهزم بعد متسيدا الساحة بأفضلية الأرقام هجوما وحراسة ودفاعا وجماهيريا أيضا، ويريد مواصلة انتصاراته المتتالية وسيرمي بثقله الفني الجبار لمنع منافسه القوي من خدش تميزه وتأجيل تتويجه، وهو ما سيسعى له الهلال بعد تضاؤل حظوظه إلى درجة الانعدام في المنافسة على اللقب.

والزعيم الهلالي ينتظر المنازلة بحساباته الخاصة مع غريمه النصر وله منافع حيوية لاعتبارات معنوية جماهيرية وإعلامية يسعى إلى تحقيقها، أولها الفوز لمنع منافسه التقليدي من الاحتفال بالتتويج على حسابه وإبقائه شهرا في حالة انتظار خلال فترة توقف الدوري لحساب المنتخب السعودي.

وثاني المنافع تسجيل أسبقية كونه الفريق الوحيد حتى الآن نجح في هزيمة المتصدر، وثالثة في رد اعتباره مرتين بهزيمته في الدور الأول من الدوري وفي نهائي كأس ولي العهد، ورابعة على أمل أشبه بضوء ضعيف جدا في آخر النفق بأن يمنى النصر بهزائم تبقي رصيده عند 60 نقطة فيما تبقى من جولات يقابلها فوز متتال للهلال يرفع رصيده في نهاية المطاف إلى 63 نقطة وتحقيق اللقب وهو أمل يشبه الإعجاز.

كما أن من المنافع الإضافية تهدئة غضب الجماهير الهلالية غير الراضية عن أداء فريقها ودعم أيضا لموقف مدربه سامي الجابر الذي بدأت الانتقادات تطاله، وهناك من يحمله مسؤولية تواضع عمل اللاعبين الفني رغم نجوميتهم داخل الملعب لتواضع خبرته التدريبية في استثمارهم.

يبقى القول إن ما يميز لقاء مساء الغد من الناحية الفنية ذلك التوازن القريب في صفوف الفريقين وإن كان الميل لصالح النصرحسب كل المؤشرات الرقمية، مع ملاحظة أن لقاءات الفريقين تتداخل فيها الفوارق الفنية ويحضر الحماس وروح كل فريق للتغلب على الآخر لشدة التنافس الفني والجماهيري بين العملاقين.

ويكفي القول إنه يجمع النصر والهلال باسميهما الكبيرين وقاعدتهما الجماهيرية الكبيرة المؤكد ملئها ملعب الملك فهد الدولي وخاصة من الجمهور النصراوي لتوفر حافز الحضوروهو الذي ينتظر من نجوم العالمي العزم الجبار والحسم الحاسم المفرح بالتتويج ومن أمام منافسهم الهلال.

والكلام عن عظمة شأن الفريقين الكبيرين يطول، والأرقام في دوري عبد اللطيف جميل ودلالاتها تشرح الحالة الفنية للفريقين التي تؤشر إلى أن موقع الفريقين المتصدرفي سلم الترتيب يعكس قدرة فائقة لنجوم الفريقين وملاءة فنية لقوتهما، وكلها تؤكد أن موقعة الجمعة ستكون جامعة لكل الفنون الكروية وإن غلب عليها التكتيك والتكنيك الفني.

وفي الجانب المعنوي، يجوز القول إن النصر الأكثر استقرارا والأفضل معنويا بحكم فارق التسع نقاط المريح بينه وبين منافسه الهلال على لقب الدوري.

في حين أن الهلال في وضع أضعف معنويا، فهو مطالب بنصر يجوز القول عنه إنه معنوي للتخفيف من الضغوط الجماهيرية بعد أن باتت مهمته صعبة جدا وربما مستحيلة والدوري لم يتبق منه سوى بضع جولات يتعذر معها انتظار بصيص أمل.