|


محمد السلوم
جولة قرع أجراس الخطر
2014-02-13

لقب الدوري بات شبه محسوم للنصر بميزة التسع نقاط التي تفصله عن الوصيف الهلال، ومسابقة دوري عبد اللطيف جميل تدخل جولتها اليوم رقم 22 ويتبقى أربع جولات على إسدال الستار وسط دوري اتسعت الفوارق الفنية والنقطية في قمته وأسفله وتزاحمت النقاط فيما بينهما.

وهذا يعني أن النصر المتصدر بـ 57 نقطة، ووصيفه الهلال بـ 48 نقطة ومتذيل السلم الترتيبي النهضة بـ 12 نقطة ليس لهم في الجولة غير زيادة نقاطهم دون حركة على مراكزهم.

في حين أن الصراع على تحسين المراكز يحتدم بين 11 فريقاً، فيما تبقى من جولات منهم ثلاثة نجباء (الأهلي والشباب والتعاون) يتنافسون على مركزين حيويين هما الثالث والرابع طمعاً في التأهل لـ (الآسيوية).

وفيما عداهم من التعساء يقع في دائرة شبح خطر الهبوط للأولى مما يعني أنها جولة قرع أجراس الخطر المداهم لثمانية فرق ويبقى النهضة خارج السرب ولا كآبة وانكسار حلت بفريق بان مبكرا غير النهضة وهو يواجه رحلة العودة مجددا إلى دوري الدرجة الأولى.

والعنوان العريض في الجولة يتجلى في النصر البطل المنتظر بفنونه الكروية والجماهيرية المبهرة، ولا غير العالمي مبتهجاً بقوته وممتعاً بتميزه وعنفوانه في الملعب والمدرجات وهو على مسافة قريبة جدا من تتويجه باللقب الثاني هذا الموسم بعد تتويجه بكأس ولي العهد.

والفارق المريح بين النصرالمتصدر ووصيفه يشكل دعماً فنياً ونفسياً للبطل المنتظرلإكمال انتصاراته بعزيمة البطل الرافض للتهاون وقد دانت له كل عوامل التفوق والإبهار بمنظومته الفنية والادارية والجماهيرية أيضا.

وبعيدا عن الضغط وإرباك المفاصل يواجه العالمي مساء غد الجمعة في الدمام وسط حضور جماهيري كثيف متوقع من الجانب النصراوي يواجه جريح الشرقية الفريق الاتفاقي الذي يعاني عسراً فنياً لافتاً وارتباكاً فنياً وإدارياً وضع فارس الدهناء في دائرة خطر الهبوط نتيجة تعرضه لضربات فنية قاسية قوامها تسع هزائم آخرها الكبيرة من الاتحاد بخماسية.

وموقف الفريق الاتفاقي وهو يواجه العالمي في غاية الصعوبة في كيفية التعامل مع فريق مكتنز فنياً هزم جميع من قابله في الدوري باستثناء الاتفاق الذي تعادل معه في الدور الأول بهدفين، وفنياً لا قبل لفارس الدهناء بحسب المعطيات ومؤشراتها وتباين الموازين الفنية الصمود في وجه ترسانة نجوم النصر بشهيتها المفتوحة في جمع النقاط.

والأرجح مواصلة العالمي لمسلسل انتصاراته المتتالية إن لم تحدث متغيرات كتكاسل لاعبي النصر في عدم إعطاء اللقاء حقه من الجدية المعتادة منهم والتي قد يستفيد منها فارس الدهناء ويصحو ويوجه أول ضربة بهزيمة النصر ويلغي أحد امتيازاته هذا الموسم.

والتنافس المحتدم المنتظر الليلة وغدا بين فرق دوري جميل لتحسن مراكزها والبعد عن المنطقة الحمراء الواسعة ليس الهلال الوصيف غائباً عنه بل سيكون حاضرا في الدائرة المهمة للمتابعة الجماهيرية.

والكل ينتظر الزعيم بحضوره الفني والجماهيري وماذا لديه أمام نجران مساء اليوم رغم تضاؤل إلى حد الانعدام لفرص منافسته على اللقب بعد أن صعقه الشباب بهدف في الجولة الماضية ووضعه خارج حسابات المنافسة على اللقب بالمنطق الفني لا الحسابي.

والهلال في حاجة إلى انتصار معنوي يخرجه من دوامة الضغط الجماهيري الغاضب على أدائه ولا مكسب غير جني الثلاث نقاط في الرياض لإعادة بناء تماسكه، وقد يستفيد نجران من حالة الانكسار الفني والنفسي للفريق الأزرق ويزيد من مواجعه.

ولقاء الهلال ونجران ليس ثلاث نقاط فقط وإبقاء بصيص من نافذة الأمل للقب مفتوحة بل فيه منافع داعمة بقدرة الفريق الهلالي على العودة السريعة وتجاوز متاعبه الفنية وتأكيد جدارته التاريخية في التفوق على الظروف.

وظروف الفريقين الفنية متفاوتة وتميل بقوة لمصلحة الهلال قياساً بالفارق النقطي بين الثاني في سلم الترتيب والثامن الذي يحتله نجران وهو فريق شرس سيسعى إلى تحسين مركزه لضمان الابتعاد عن دائرة الخطر المزدحمة.

يبقى القول ورغم قوة الفريق النصراوي واستبعاد ارتخاء مفاصله وأن التتويج باللقب مسألة وقت وكل ذلك لا يمنع من إسقاط الهلال نهائياً من الحسابات ومازال من أنصاره من يدغدغ عواطفهم معجزة تنصب الزعيم بطلا للدوري مستفيدا من انكسار نصراوي كارثي بهزائم متتالية يقابله فوز متتالي هلالي في كل الجولات الباقية وفي كرة القدم لا ضمانات مطلقة ولنقل ليبقى الحلم الهلالي بنافذته الضيقة مفتوح حسابياً لحين إغلاقه عمليا.

وتبقى إشارة إلى أن المتعة الكروية التنافسية في كل اللقاءات ستكون حاضرة ولا تحصيل حاصل بلا قيمة نافعة باستثناء الهضة فالكل وخاصة من الثالث وحتى الثالث عشر في حاجة ماسة إلى النقاط بين من يحسن فرصه في مركز متقدم وبين من يحاول تأمين موقعه للخروج من دائرة المنطقة الحمراء الواسعة التي يخيم خطرها على أكثر من نصف فرق الدوري لتقارب النقاط بين من يواجه تهديدا جديا بالرحيل للأولى وصاحب الترتيب السادس.