مع اقتراب دوري عبد اللطيف جميل من نهايته(بقي خمس جولات)، وظهور المؤشرات الساطعة بقرب تتويج النصر بطلا للدوري بنسبة كبيرة جدا تقترب من نسبة الـ 95% ونترك الباقي للمفاجآت ببلوغ نقاطه 57 بفارق 9 نقاط عن أقرب منافسيه الهلال الذي هو الآخر بلغ الأمان نقطيا بـ 48 نقطة ليكون وصيفا مضمونا.
ونجاح النصربأدائه الانضباطي المبهر وبأرقامه القياسية جماهيريا ورقميا كلها تؤشر إلى أن العالمي بترسانة نجومه عاقد العازم على عدم التفريط في مكاسبه لإنهاء الدوري بطلا بلا هزيمة وربما برقم قياسي جديد في عدد مرات الفوز وكمية النقاط .
والبطل المنتظر يكفيه أربع نقاط من الجولات الخمس للتتويج، لكن جماهيره تريد الـ 15 نقطة كاملة للوصول بنقاطه إلى 72 نقطة كرقم قياسي جديد لم يبلغه فريق من قبل كسر حاجز السبعين نقطة.
ويجوز القول إن الجولة الماضية بامتياز هي جولة جماهير العالمي التي سجلت رقما قياسيا في الحضور تجاوز الـ 45 ألف مشجع وبلوحاتها الإبداعية المتميزة الداعمة لفريقها ولرئيسه الأمير فيصل بن تركي وبحضورها الكثيف، قابله نجوم النصر بعطاء فني أسعدها بتغلبه على الفيصلي برباعية أمنت فارق النقاط التسع بعد خسارة الهلال غير المتوقعة من الشباب بهدف شبه قاتل، وفرضت الخسارة على الفريق الأزرق صعوبة المنافسة على اللقب إن لم يكن تعذرها.
ورغم بقاء الهلال حسابيا في دائرة الترشيح إلا أنه من العسير جدا التعامل مع هذه العملية الحسابية التي هي أقرب إلى أحلام اليقظة منها إلى الواقع، ولا أظن أن فريقا قويا كالنصر جاهد منذ بداية الموسم لبلوغ أهدافه المنتهية بالحصاد الذهبي سيصاب لاعبوه بالكسل والاسترخاء الفني.
ومن هنا يجوز القول استباقا إن النصر هو بطل الدوري والهلال وصيفا مضمونا لاخطر عليه من القادمين من الخلف للفارق النقطي الكبير الذي يفصل بين الثاني والثالث والبالغ أربعة عشرة نقطة، وتلك هي العدالة الفنية التي أفرزت البطل ووصيفه كون النصر والهلال هما أفضل فريقين هذا الموسم وبلا جدال وكل منهما استحق بجدارة المنصب الكروي الذي بلغه.
وعلى الرغم من اتضاح الصورة جليا عن البطل والوصيف بعد مشوار طويل من التنافس المثير، إلا أن للإثارة بقية، وبات الصراع على مادونهما محتدما وقابلاً للمتغيرات لعدم اتضاح الرؤية حتى الآن على هوية المركز الثالث لوجود ثلاثة أندية تتنافس عليه هم الأهلي 34 نقطة والشباب 32 نقطة والتعاون 31 نقطة مما يعني أن محور الصراع الثلاثي المثيرسيكون على المركز الثالث والرابع المؤهل لـ(الآسيوية) إن لم يظهر بطل جديد لكأس الملك خلاف الأربعة الأوائل.
وبالمقاييس الفنية وتوفر عامل الخبرة في مرحلة حساسة ومؤثرة التعويض فيها صعب، يجوز القول بعد انتهاء الجولة 21 إن الأهلي والشباب أقوى حظوظا من التعاون في بلوغ المربع الآسيوي.
والإثارة لاتتوقف عند ذلك، فهناك أيضا فرق المحور الأحمر بدءا من السادس الذي يشغله الاتحاد بست وعشرين نقطة وصولا إلى المركز الثالث عشر الذي يشغله الرائد بإحدى وعشرين نقطة بفارق الأهداف عن العروبة والفيصلي، أي أن الفارق بين السادس والثالث عشر فقط خمس نقاط، والتقارب النقطي يبقي كل هذه الفرق تحت شبح خطر الهبوط لمرافقة النهضة إلى دوري الدرجة الأولى.
وإن كان الاتحاد والفتح ونجران والشعلة والاتفاق غير الوارد بلوغهم مراحل متقدمة من الخطر في الجولات الخمس الباقية من عمر الدوري، لقدرتهم وخبرتهم في التعامل مع الظروف الصعبة، فإن الخطر يحدق بالعروبة والرائد والأرجح أن واحدا منهما سيرافق النهضة.
يبقى القول إن دوري هذا الموسم يحمل الإثارة في سلمه الترتيبي من القمة بوجود النصر والهلال وهما من صعد بالإثارة والترقب إلى سقفها الأعلى، ووجود أيضا الاتحاد الفريق العريق بتاريخه وبطولاته والفتح حامل لقبي الدوري والسوبر والاتفاق باسمه التاريخي في دائرة الخطر، أبقى العيون مفتوحة على كل درجات السلم الترتيبي للفرق والجولات الخمس الباقية ستكون الأبصار لها شاخصة كل حسب تطلعاته.