إذا سلمنا بالمنطق الفني على إطلاقه فإنه يجوز القول إن النصرالمتصدربابتسامته العريضة والمغرد خارج السرب في دوري عبد اللطيف جميل بترسانته المدججة بأفضل نجوم الكرة السعودية وهو الأقرب الليلة على حسم لقائه مع الشباب في نصف نهائي كأس ولي العهد على ملعب الملك فهد الدولي وبدعم وإسناد قوي من جماهيره الغفيرة المتوقع حضورها.
والنصر تتوفر لديه كل أدوات الحسم النافذة التي ترجح كفة فوزه يؤكدها استمرار انتصاراته في الدوري بلا هزيمة والفريق مؤهل فنيا للحفاظ على امتيازاته بفعل قوة خطوطه وامتلاكه كوكبة من اللاعبين تتوفر لديهم كل مقومات الحسم، وهي الصفة الوحيدة التي تنطبق على النصر.
والعالمي وبينه وبين نهائي الكأس لقاء واحد يستبعد أن يجنح لاعبوه للخمول والتفريط في بلوغ النهائي، فقد بات الفريق من خلال مسيرته الإيجابية الباسمة في الدوري يدرك تماما أن التهاون مع الخصم يعني الخسارة وهي التي لم تحدث بعد للنصر وإن حدثت الليلة وهو يواجه فريق الشباب العنيد فهي الهزيمة الأولى له هذا الموسم، وهي هزيمة طاردة من المسابقة لامجال للتعويض فيها.
وابتسامة النصر تواجه (تكشيرة) الشباب الذي يسعى هو الآخر لبلوغ النهائي على حساب أقوى فرق دوري زين لتعويض تواضع أدائه وفك (التكشيرة) الملازمة لسلوك لاعبيه وجماهيره من جراء تواضع أدائه وفشله في الحفاظ على توازنه الفني هذا الموسم وخروجه من دائرة الترشيح على لقب الدوري.
وليس أمام الشباب للبقاء في حاله حيوية فنية منتجة هذا الموسم وتغيير ملامحه الفنية إلى السعي بوضع كامل ثقله للفوز بالبطولة لتعويض خروجه النهائي من المنافسة في الدوري التي انحصرت فقط بين النصر والهلال.
والشباب بوضعه الفني المهزوز في الدوري يحتاج إلى جرعة معنوية غير عادية تعيد الثقة في أدائه المعروف وإخراج النصر المتصدر بهيبته الكبرى من مسابقة كأس ولي العهد هي البلسم المزدوج بإبعاده والتأهل على حسابه للنهائي لاسيما أن أمامه مشوارا آسيويا ينتظره في بطولة أبطال الدوري ويحتاج إلى زاد معنوي يخرجه من الكآبة الفنية التي يعيشها، وإخراج النصر في المفهوم التنافسي الشبابي هو بمثابة صقل لمعنوياته.
يبقى القول إن لقاء الليلة وسط هدير جارف من جماهير العالمي ستلعب فيه عوامل التحضير الفني والمعنوي دوراً مهما في صناعة مزاج اللاعبين داخل الملعب وانعكاسه على قدرتهم في تنفيذ ما هومطلوب فنيا منهم.
وتبقى إشارة أن مقال أول أمس الأحد خصص للحديث عن لقاء الفتح والهلال عصر اليوم في الأحساء، وذكرت أن الفتح يمر بظروف فنية وجماهيره تنتظر تصحيح المسار بعودة بريق فريقها من خلال بلوغه النهائي في مواجهته مع الهلال.
ومن هنا يجوز القول إن النصر المتصدر ووصيفه الهلال وهما الأفضل فنيا من جميع الفرق الأخرى يواجهان الفتح والشباب وكلا الفريقين المتعثرين في الدوري يمران بظروف فنية متشابهة وقدرهما في دوري الأربعة مواجهة أقوى فريقين هذا الموسم.
صحيح إن الكفة الفنية والرقمية تدعم فوز الهلال والنصر على الفتح والشباب ليصطدم عملاقا العاصمة مجددا في النهائي كما حدث في الموسم الماضي، ومع دعم عوامل التفوق للنصر والهلال إلا أن لقاءات خروج المغلوب لاتحكمها بالضرورة المؤشرات الفنية والرقيمة.