لقاء النصر والأهلي مساء أول أمس كان آخر لقاءات العام 2013 في الدوري السعودي الذي انتهى بثلاثية صفراء عالمية الرسم في جمال الصناعة والتهديف.
واللقاء كان ختاما مفرحا للنصراويين وفريقهم يعبر إلى العام الجديد متصدرا وعزمه الشديد بالمحافظة على مكاسبه بفارق الأربع نقاط عن منافسه الهلال بالغا النقطة رقم 39 ومحافظا على سجله بلا هزيمة.
وبعد مرور خمس عشرة جولة تكاد الصورة تكون واضحة أكثر من أي وقت مضى من أن المنافسة على اللقب انحصرت بين النصر والهلال بعد تعثر الشباب بهزيمة من الشعلة الذي كان ضمن حلبة السباق نحو اللقب لكن حماس الفريق الخرجاوي أبطل ما تبقى لدى الشباب من طموح ووضعه في خانة المتفرجين مع البقية الباقية من فرق دوري عبد اللطيف جميل، ويجوز تسمية الجولة بجولة النصر والهلال، والأخير أعلن عن قدرته على ملاحقة النصر بسحقه للاتفاق بخماسية.
ويتضح من تضاؤل أو انعدام دخول طرف ثالث في المنافسة ذلك الفارق النقطي الكبير الذي يفصل بين النصر المتصدر وصاحب المركز الثالث الذي اتسع بشكل كبير إلى ست عشرة نقطة مما يعسر القول إن فرصة المنافسة لدخول طرف ثالث مع النصر والهلال تبقى قائمة خاصة أن الفارق أيضا بين الثاني وأقرب ثالث اثنتا عشرة نقطة.
والكلاسيكو السعودي الجماهيري الكبير بين النصر والأهلي على ملعب الملك فهد الذي غطت الجماهير الكبيرة حوالي 70 في المئة من مقاعده التي يتجاوز عددها 63 ألف مقعد.
اللقاء لم يخل من الإثارة رغم أن الأداء لم يبلغ حد الرضا لحساسيته للفريقين، وكان مشحونا بحماس اللاعبين لإدراك كل منهما أن اللقاء يمثل أهمية خاصة بين فريق يسعى لتعزيز مكاسبه والاحتفاظ بصدارة شبه مريحة وبين آخر يأمل أن تؤول النتيجة إليه لعلها تجبر شيئا من كسوره وجراحه المفتوحة.
ويعاب على اللقاء الذي ظهر بشكل جيد في الشوط الأول وهيمنة نصراوية في الشوط الثاني ظهور الخشونة من الجانب الأهلاوي، عالجها حكم المباراة المجري ببطاقتين حمراوين من نصيب الأهلاويين المدافع أمان واللاعب السوادي، والأول أعاد للأذهان الذكرى السيئة للاعب الأهلاوي الخشن صمدو.
ومثل أمان الذي أصاب لاعب الشباب النجم نايف هزازي إصابة بليغة كاد أن يفعلها مع لاعبي النصر ولاعب غير مسؤول ومتهور لايستحق أن يلعب للفريق الذي يحمل لقب الراقي، فقد كان عبئا على الملكي الأخضر، بل ساهم في وأد حماس زملائه وتسبب في إحراج الفريق الذي كان يلعب منتشيا بعد طرد الحارس النصراوي عبد الله الشمري لتصديه بالإعاقة الاحترافية للاعب أهلاوي خارج منطقة الثمانية عشر ومنع هدفا أهلاويا محققا.
يبقى القول إن نتيجة الكلاسيكو جاءت وفق المنطق الفني وذهبت للفريق الأفضل تنظيما وأداءً بفعل قوته وسلامة انتشار لاعبيه في الملعب بالإضافة إلى توفر إسناد قوي من لاعبي الاحتياط الذين يملكون قوة تأثير إضافية.
وكان النصر للنصر لامتلاكه كل مقومات الفريق القادر على الحسم خلال وقت المباراة، والقادر أيضا على العودة إلى أجواء المباراة برد صاعق على كل من يتجرأ بهز شباكه أولا.
وتبقى إشارة أن وضع الفريق الأهلاوي يحتاج إلى حكمة طبيب لإخراجه من النفق المظلم الذي يمر به والحالة الخشنة التي ظهرت على لاعبيه من جرائها خروج النجم محمد السهلاوي مصابا تشرح حالة الاضطراب والضغط النفسي الذي تعيشه الكتيبة الخضراء التي تعاني من فقر في كل الخطوط عدا الحراسة، كما أن الدعم الإسنادي في الاحتياط يبلغ حد الإفلاس.
والحالة المعقدة للوضع الأهلاوي ظهرت في حديث المدرب الأهلاوي بيريرا بتحميله المسؤولية للاعبيه ووصفهم بالخائفين من هيبة النصر.
وهذا يؤشر إلى أن الأجواء داخل النادي ليست على مايرام وطالت المدرب أيضا الذي بدا محبطا وتحدث كما لو أنه مشجع متأثر من الهزيمة وليس مديراً فنياً.