خمسة عشر جولة من دوري عبد اللطيف جميل من عمر الدوري السعودي للمحترفين الذي يضم أربعة عشر فريقا مرت معظم لقاءاتها في اليومين الماضيين، وتختتم اليوم بلقاء يجمع النصرالمتصدر والأهلي خامس الترتيب مساء اليوم على ملعب الملك فهد بالرياض.
والكلاسيكو السعودي الجماهيري الذي يجمع فريقين كبيرين من حيث الوزن الفني والإسمي والأصالة التاريخية المجيدة بالإنجازات يجوز تسميته بالكلاسيكو الهزة الفنية لأهمية النتيجة للفريقين وما ستحدثه من هزة للفريق الخاسر.
واللقاء يمثل للعالمي تحدياً للمحافظة على تميزه الانفرادي في الدوري بلاهزيمة ودعما لمكاسبه النقطية بالمحافظة على صلابة خطه الصاعد وإبقاء المسافة شبه مريحة بينه وبين أقرب منافسيه على الصدارة الفريق الهلالي الذي يتأخر عنه بأربع نقاط والذي لعب مساء أمس في الرياض أمام الاتفاق(المقال كتب مساء الجمعة).
والتعادل أوالهزيمة تعني للنصر هزة فنية وتقهقراً إجبارياً إلى الخلف يفتح الأمل لوصيفه الهلال بالاقتراب منه -إن فاز في لقاء الأمس- مما يعني رسم خيمة من الضغط على الفريق في لقاءاته القادمة وتحفيز لمنافسه على سرعة الركض الفني للاستفادة من أي عثرة نصراوية أخرى لمزاحمته عن قرب على الصدارة.
والفوز للأهلي في لقاء الليلة الجماهيري بمثابة طوق نجاة لمواجهة الغضب الجماهيري الأخضر من جراء تواضع نتائجه هذا الموسم نتيجة للخلل الفني الذي أحدثه تسريح البرازيليين، صانع الألعاب برونو سيزاروالمهاجم فيكتورسيمون لتواضع استجابتهما لتعليمات المدرب البرتغالي بيريرا وعدم بذلهما النشاط المنتظر منهما.
ويبدو أن المدرب الأهلاوي لم يحسن قراءة الأثر الفني لفقدان لاعبين يمثلاا ثقلا كبيرا في الفريق ولم يشأ أيضا الصبر عليهما لحين تسجيل بديل لهما في الفترة الشتوية واختار فرض إرادته دون أي حساب للعواقب بما فيها مصلحة الكيان الأهلاوي.
وبيريرا بهذا العقاب الصارم في إبعاد النجمين البرازيليين المؤثرين وضع نفسه أمام طائلة الغضب الجماهيري بتحميله مسؤولية ما آلت إليه النتائج فهناك قلة تؤيد صرامته في التعامل مع دلال اللاعبين وهناك من يرى أن قراره غير محسوب بعقليه المدرب الحكيم الذي يفترض منه مراعاة مصلحة الفريق على أية اعتبارات أخرى.
يبقى القول إن نتيجة لقاء الليلة وأغلب المؤشرات الفنية تدعم حسم النصر للقاء بدعم من قوته النافذة والحاسمة التي لاتقارن بالفريق الأهلاوي وقد دانت الكرة هذا الموسم للعالمي وأحسن التعامل معها بكل فن كروي راق صدى إمتاعه تجاوز الحدود.
وفريق مدعوم جماهيريا بهذه القوة يدرك أهمية اللقاء وأن أي تكاسل في الحسم تهدد مسيرته نحو هدفه لبلوغ الحصاد في نهاية المطاف وقد امتلك مفاتيح الحصاد في جيبه ويبقى جهده دون النظر لنتائج الآخرين في تعزيز مكاسبه.
ومن هنا فإن هزيمة الفريق الملكي الأخضر هي أقرب من حظوظ فوزه وإن حدثت حدث معها الإحراج للإدارة الإهلاوية وخيار التضحية بالمدرب قد يكون خيارا صعبا لتهدئة الجماهير.
والإدارة الأهلاوية ستكون محظوظة إن حدث ما يسعدها الليلة وتمكن الفريق من الانتصار على ظروفه والإطاحة بالعالمي على أرضه وبين جماهيره بالرياض وإلحاق أول خسارة بالمتصدر وهو ما تأمله إدارة الراقي لتحقيق مكسبين الأول: معنوي للفريق لإخراجه من الحالة النفسية التي يمر بها خاصة أنه فقد إلى حد كبير جدا فرصة المنافسة على لقب الدوري، كما أنه مني بضربة أخرى بخروجه من مسابقة كأس ولي العهد في ربع النهائي بهزيمته بهدفين من فريق الفتح.
وثانيا سيكون الفوز لو تحقق بمثابة المهديء لغضب الجماهيرالأهلاوية ومنح الإدارة فرصة العمل بهدوء لتعزيز خطوط الفريق في الفترة الشتوية الحالية للتسجيل وهو أمر ملح ومطلب جماهيري لتجاوز المنعطف الفني المتردي.