مر دور الثمانية في مسابقة كأس ولي العهد طبيعيا ومتماشيا مع المنطق الفني لكرة القدم في نتائجه، وتأهل الهلال والفتح والشباب والنصرإلى دور الأربعة، وإن كان تأهل الفتح على حساب الأهلي لم يكن متوقعا وهو الذي كان أفضل فنيا بحسب موقعه خامسا في سلم الدوري مقارنة بالفتح الذي يحتل الترتيب التاسع.
والمتأهلون وهم ثلاثى المقدمة في دوري عبد اللطيف جميل ومن الرياض وتأهل معهم الفتح من الهفوف البعيد عن الصدارة، مما يجوز في هذه الحالة تكييف عنوان المقال مع الحدث ليكون: 3+1 لدور الأربعة، وهذا يعني وفق هذه المعادلة الجغرافية أن نصف النهائي يضم ثلاثة فرق من الرياض زائد فريق واحد من الهفوف.
ويبدو أن فريق الفتح حامل لقبي الدوري والسوبر يريد من خلال هذه المسابقة أن يبقى اسمه حاضرا في هذا الموسم، وهو الذي كان نجم الموسم الماضي بتفرد، وفوزه على الأهلي في جدة وبلوغه دور الأربعة قد يعجل من عودته إلى ضبط أدائه بنفخ روح الفريق معنويا.
وبلوغ الفتح خطوة ما قبل النهائي فرصة سانحة له هو سيلعب اللقاء على أرضه في الهفوف لغسل الآثار الفنية التي صاحبت أدائه المتواضع هذا الموسم وأثرت على بريقه في ذاكرة الجماهير.
وإن نجح الفتح في بلوغ النهائي على حساب الهلال والفوز بكأس ولي العهد بتغلبه على النصر أوالشباب كفيل بتجاوزه المنعطف الفني الذي يمر به وهو الذي فقد الفرصة للدفاع عن لقبه ولامجال لاستعادة بريقه إلا بالفوز بالذهب وقد اقترب من المحطة النهائية.
والفتح يحتاج إلى جرعة معنوية غير عادية تعيد الثقة في أدائه الراقي المعروف عنه لاسيما أن أمامه مشوارا آسيويا في شهر فبراير المقبل يخوضه لأول مرة يتطلب تحضيرا دقيقا له حتى لايكون ضمن فرق المشاركة الشرفية بالخروج من الأدوار الأولية.
وفي الوقت الذي يعد فوز الفتح على الأهلي في المسابقة مؤشرا جيدا ينبيء بعلامات إصلاح في الخلل، في الوقت نفسه فإن خروج الأهلي من المسابقة وارتباك أدائه الفني هذا الموسم مؤشر ينذر بالخطر على الفريق الملكي الأخضر في مشاركته الآسيوية المقبلة وقد فقد فرصة المنافسة على لقب الدوري.
ووضع كهذا يتطلب من إدارة الفريق الأخضر استثمار فترة التسجيل الحالية ودعم صفوف الفريق بثلاثة أجانب في مركزي الوسط والهجوم إذا ما أرادوا للفريق أن يكون له حضور في النصف الثاني من الدوري وفي مشاركته الآسيوية.
وحول نتائج دور الثمانية التي أطاحت بأحد رموز الكرة السعودية الفريق الأهلاوي وهو الذي كان مرشحا لبلوغ دور الأربعة، وما عدا خروج الراقي من المسابقة فقد دانت النتائج الأخرى للفرق الأثقل وزنا، وتأهل الهلال بفوزه على الرائد بهدف لمواجهة الفتح في الهفوف يوم 22 يناير المقبل، والنصر بتغلبه على الخليج في الدمام بثلاثية لمقابلة الشباب يوم 23 الذي هو الآخر فاز على التعاون بنفس النتيجة.
يبقى القول إن بلوغ النصر متصدر الدوري والهلال وصيفه والشباب ثالث الترتيب دور الأربعة بالإضافة إلى الفتح وإن كان يقل عن مستوى ثلاثي المقدمة، يؤشر إلى أن المنطق الفني هو الذي سيكون حاضرا كما حضر من قبل وربما حاسما للنتائج.
وإن سلمنا بالمنطق الفني على إطلاقه فإن النهائي سيكون بين النصر والهلال على اعتبار أنهما أفضل فريقين هذا الموسم من حيث ملاءتهما الفنية، وهذا لايمنع حدوث غير ذلك، فالشباب لديه من الإمكانات ما يجعله قادرا على مواجهة النصر بترسانته المدججة بأفضل نجوم الكرة السعودية، كما أن الفتح على أرضه إن استمرت صحوته قادر على اصطياد الهلال في الأحساء وإخراجه من المسابقة.