بحسب الوزن الفني وليس من باب التوقع فإنه على الأرجح أن يكون الهلال في لقائه في بريدة مع الرائد والأهلي مع الفتح في جدة ضمن دور الثمانية لمسابقة كأس ولي العهد قد تأهلا إلى دور الأربعة مساء أمس (المقال كتب قبل اللقاءين) على حساب الرائد والفتح.
هكذا يقول المنطق الفني إذا سارت أجواء اللقاءين بهذه المقاييس، وقد يحدث العكس ويتأهل الرائد والفتح أو أي منهما على حساب ناديين من الوزن الثقيل فالكرة استثمار فرص والوزن ليس كله يعزز ضمان النتيجة.
ومادام أن لقاء الأمس حكمه المنطق الفني الافتراضي إذا جاءت النتائج وفق ذلك فإن لقاءي اليوم بين الشباب والتعاون في الرياض عصرا والخليج والنصر في الدمام بعد مغرب اليوم خاضع للمنطق ذاته بفرضية منطقية بفوز الشباب وفوزالنصر.
وعلى فرضية أن دور الثمانية ابتسم للأثقل وزنا وتأهل الهلال لمواجهة الأهلي والنصر لمقابلة الشباب، فإن الاصطدام المنتظر في دور الأربعة يصبح حقيقة واقعة ومطلباً لغالبية الجماهير الباحثة عن المتعة الكروية.
وإن حدث ذلك وسارت اللقاءات وفق الحكم الفني على الورق فإن الجماهير الرياضية والمدرجات على موعد مثير مع لقاءين كبيرين تجمع أندية جماهرية متنافسة قوية، تحديدا أندية الثقل الجماهيري النصر والهلال والأهلي ومعهما الشباب ثقل فني.
هذا والكلام استباقي للأحداث ولايعني التقليل من الرائد والتعاون والفتح والخليج والتسليم بخروجهم من دور الثمانية إنما مرد ذلك لاعتبارات فنية لقوة الفرق المقابلة لهم وليس تصغيرا لمكانة هذه الفرق.
والشباب عصر اليوم في أولى مواجهتي الثلاثاء سيستخدم حقه في التفوق الفني لوضع حد لمؤشر التعاون الصاعد في هذا الموسم والذي قاده لبلوغ الترتيب الرابع تاركا خلفه أندية جماهيرية عريقة كالاتحاد والأهلي والاتفاق.
وسيتعامل مع قوة التعاون الصاعدة عصر اليوم بقوة تفوقها من حيث تفوق خطوطه على ضيفه، كما أن الشباب الذي تراجعت فرص حظوظه على خلفية نتائجه الأخيرة بالدوري في المنافسة على لقب سيرمي بكل ثقله على صيد واحدة من اثنتين من بطولات ما يعرف باسم النفس القصير.
وسيجاهد لضمان التأهل لدور الأربعة وهو إلى سبيل ذلك قادر إذا استثمر قدرته التفوقية على ضيفه التعاون الذي هو الآخر لن يكون سهلا في التعامل مع قوة الشباب، وسيحاول التأكيد على أن حضوره القوي هذا الموسم في وقت كان الموسم الماضي قريبا من الهبوط هو حضور مرتكز على جهد مخطط وليس من باب خدمة الظروف له.
وفي الدمام حيث اللقاء الجماهيري من طرف واحد ومتوقع أن تغطي الجماهير النصراوية غالبية مقاعد الملعب الذي سيشهد مواجهة متصدر الدوري النصر وفريق الخليج واجهة سيهات الرياضية الذي يوصف بأنه من أشرس فرق دوري ركاء ويحتل الترتيب الثالث بـ 28 نقطة بفارق نقطتين عن فريق الوحدة المتصدر وواحد من المرشحين للصعود إلى دوري الأضواء هذا الموسم.
ومن هنا فإن الفريق السيهاتي سيواجه النصر وقد سن له جميع أسلحته الفنية لاستثمار فرصة تاريخية نقلته إلى دور الثمانية بعد فوزه على الاتحاد في جدة بركلات الترجيح في لقاء بلغت نهايته حجم المفاجأة وسيسعى إلى محاولة تكرارها في الدمام.
غير أن طموح أبناء سيهات سيصطدم بفريق لاقبل بالمقارنة الفنية معه، فجميع أدوات الحسم تتوفر في النصر مدعوما بحضور جماهيري كبير ولامقارنة بينها وبين تلك الإمكانات الفنية المتوفرة للخليج.
والمنطق الفني يقول إن النصر وإن كان مستواه الأخير أمام نجران وكسبه بصعوبة محير، سيحسم لقاء اليوم إن لم تحدث مفاجأة مدوية تضع متصدر الدوري والفريق الأميز هذا الموسم في قائمة المتفرجين على ما تبقى من لقاءات المسابقة.
يبقى القول والمقال بني على اعتبارات ترجح الأثقل وزنا فنيا ببلوغ دور الأربعة، وهذا أيضا يدفع إلى القول وفق المقاييس الفنية بالذهاب أبعد من دور الأربعة بالقول إن النصر والهلال هما أقوى متانة فنية من غيرهم لبلوغ النهائي للموسم الثاني على التوالي، وهما اللذان تقابلا وحسمت المواجهة بينهما بركلات الترجيع لصالح الهلال.