على الرغم من أن النصر متصدر الدوري بـ 36 نقطة ووصيفه الهلال بـ 32 نقطة لم يقدما مستوا فنيا جيدا في الجولة الرابعة عشرة من مطلع الدور الثاني من دوري عبد اللطيف جميل إلا أنهما حصلا على ما يريدان بالفوز الصعب بثلاثة أهداف مقابل هدفين لكليهما.
فالأول ظهر بمستوى مغاير لما كان عليه من أداء راق أمام نجران في نجران، وقد يعزى ذلك إلى التغييرات المستمرة في تشكيلة الفريق بالإضافة لدواعي الإصابة، أبرزها محمد حسين وخالد الغامدي والحارس عبد الله العنزي.
والملاحظ على أداء الفريق النصراوي أمام نجران افتقاده للتنظيم الدقيق خاصة في خط وسطه الذي غاب عنه كاشف الملعب محمد نور والماكر يحيى الشهري والأخير لعب بفعالية مؤثرة في منتصف الشوط الثاني.
ومع الأداء المنخفض الذي قوبل بشراسة فنية من لاعبي نجران إلا أن نجاح العالمي بالعودة من الجنوب السعودي بالنقاط الثلاث خفف من تذمر الجماهير للطريقة التي لعب بها المدرب كارينيو وعدم ثباته على تشكيلة منسجمة في وسط الفريق الذي درج كارينيو على إجراء تغييرات فيه.
وكثرة التغييرات في الجسم الفني للفريق قد لاتكون خيارا مناسبا والدوري عبر نصفه الأول مما يطلب رصا فنيا لخطوط الفريق بأفضل العناصر لإبقاء أداء الفريق محافظا على توازنه الفني.
والاستحقاقات القمقبلة لاتقبل التجارب لأهمية النقاط المحصلة في تعزيز مكاسب الفريق للحيلولة دون صدمة فنية تقرب المسافة بينه وبين مطارده الهلال تؤدي إلى رفع الضغط على الفريق وإحداث خلل في مستواه وتوازنه.
وبالقدر الذي اصطاد النصر ثلاث نقاط نجران بصعوبة وهو ما اعترف به كارينيو في المؤتمر الصحفي بعيد اللقاء وبقدر أكثر تعقيدا وصعوبة خطف الهلال نقاط العروبة وهو الذي كاد أن يخرج متعادلا بهدفين إلا أنه نجح في الثواني الأخيرة بل والزائدة عن الوقت بدل الضائع في تسجيل هدف الثلاث نقاط.
وكافح فريق العروبة للمحافظة على أفضليته التهديفية إلا أن الهلال نجح في التعادل وسجيل الفوز في وقت كانت كل الجماهير تنتظر الصافرة إلا أن الحكم مدد الوقت كما لو أن رمية التماس ضربة جزاء وهي المدة التي يجوزفيها قانونا للحكم تمديد الوقت لتنفيذها.
والملاحظ أن المدة بين رمي الكرة وحتى بلوغها الهدف جاءت في الوقت الزائد عن الوقت بدل الضائع الذي احتسبه الحكم وهو ما احتج عليه لاعبو العروبة.
واللافت أن الهدف الهلالي كان له وقع غير عادي في فرحته جعلت مدربه سامي الجابريمارس قفزات هستيرية من فرحته وأمام مشهد احتفالي لافت بالفوز الصعب يجوز القول إنها جولة قفزات سامي، وللفرحة العارمة ما يبررها خاصة أن التعادل سيصعب موقف الفريق الأزرق في المنافسة وقد يقود إلى غضب جماهيري على المدرب.
ومع سيطرة الهلال على اللعب في معظم وقت اللقاء إلا أن العبرة بسيطرة مصحوبة بانضباط فني يقود للحسم المبكر لفارق المستوى الفني بين فريق ينافس على الصدارة وآخر كل همه البقاء بعيدا عن شبح المؤخرة.
فقد أكثر لاعبو الهلال من الركض في الملعب دون ضوابط فنية مؤثرة تخلخل الفريق المقابل الذي نجح في أسلوبه الدفاعي من الحد من ضراوة الضغط الهلال السلبي.
يبقى القول إن أحداث الجولة الرابعة عشرة سارت كما يريد النصر والهلال، فقد وسعا الفارق النقطي بينهما وبين المنافس الثالث المفترض والأقرب فنيا فريق الشباب بنقاطه 23 بعد تعادله مع الاتحاد بهدف مما يعني أن المسافة بين الأول والثالث بلغت 13 نقطة ومع الثاني 9 نقاط.
ورغم الفارق بين المتصدر ووصيفه والمنافس الثالث إلا أنه من المبكر القول إن المنافسة على اللقب انحصرت بين النصر والهلال، فالكرة لازالت في ملعب المنافس الثلاث إن خدم نفسه وخدمته النتائج في الجولات الاثنتي عشر المقبلة.
والجولة 14 مرت دون تسجيل أحداث فنية غيرعادية مع تغيير طفيف في المراكز أبرزها تراجع الأهلي إلى الترتيب الخامس وصعود التعاون مجددا إلى المركز الرابع وخسارة للاتفاق من الرائد هي الأولى منذ تولي الصربي جوران تدريب الفريق بعد ست جولات بين تعادل وفوز.