صدارة النصر تواجه مساء بعد غد السبت تهديداً حقيقياً من فريق الشباب المتحفز للمزاحمة للاقتراب من الصدارة ولن يتحقق له ذلك إلا بالإطاحة بالعالمي وإلحاق أول هزيمة للمتصدر بعد إحدى عشرة جولة يغرد فيها النصر خارج السرب بلاهزيمة.
المقاييس الفنية بمؤشراتها في جميع الخطوط تميل لصالح النصر لكن المؤشرات لوحدها ليست من يلعب في الملعب وأجواء أرض الملعب تختلف عن الرسم الفني النظري وهي من يحدد النتيجة اعتمادا على الانضباط الفني وعطاء اللاعبين في الملعب واستثمار الفرص المتاحة للحسم.
ومن هنا يصعب التنبوء بالنتيجة التي سيؤول لها اللقاء رغم مؤشرات القوة النصراوية الظاهرة بشراسة هذا الموسم خاصة وفريق الشباب يدخل اللقاء بعقلية الطامح للمنافسة وفرض اسمه كمرشح قوي على بطولة الدوري.
ودوي عبد اللطيف جميل لم يتبق منه غير جولة من الفصل الأول.. وخسارة الشباب تعني اتساع الفارق بينه وبين المتصدر إلى تسع نقاط وفي ذلك انكسار لطموحه في الاقتراب من المنافسة ولا بديل للفريق الشبابي عن الفوز لتعزيز حظوظه داخل دائرة المرشحين للمنافسة على اللقب.
والنصر ببريقه وأدائه المميز وعودة لاعبيه البرازيليين إلتون وإيفرتون للخدمة مجددا بعد غياب لقاءين أمام الهلال والاتحاد سيضيفان دعماً للفريق الذي تعيش جماهيره حالة احتفاليه صداها بلغ القارات الأخرى بعودة فريقها بشخصية فنية مبهرة.
والصوت الجماهيري النصراوي المرتفع داخل الملعب وخارجه في مواقع التواصل الاجتماعي المليء بالإطراء للاعبين وإدارتهم وبالسخرية من الخصم أيضا قابله نجوم الفريق بمثله داخل الملعب بعطائهم المميز كحالة تفاعل تعكس ثقافة اللاعب النصراوي الذي ينظر إلى فرحة وإطراء جماهيره كعامل محفز على العطاء لا مخدر له بالتراخي عن القيام بدوره في الملعب.
ولقاء النصر والشباب المنتظر مساء السبت بترقب جماهيري وإعلامي هو العنوان الأقوى في الجولة الثانية عشرة من حيث الوزن الفني للفريقين الكبيرين، وفوز النصر يعني استمرار انفراده بالصدارة وخسارته أيضا ستبقيه في الصدارة مع اقتراب منافسيه الهلال والشباب من المزاحمة له عن قرب.
ومع هيمنة لقاء النصر والشباب على المشهد الرياضي لقوة الفريقين غير أن هناك لقاء يختلف هو الآخر عن بقية اللقاءات وإن كان التوازن الفني فيه يكاد يكون معدوماً وهو ذلك الذي يجمع النهضة بالهلال في الدمام مساء غد الجمعة.
والنهضة يستعد لاستقبال الهلال على خلفية جروحه من تعثره بالتعادل مع الشعلة الرفيق الملاصق للنهضة في قاع الدوري ومن الصعب القول فنياً إن النهضة سيتعامل مع ضيفه كما تعاملت الشعلة ويصبح الهلال ضحية أندية القاع.
وحدوث مفاجأة أخرى تعطل مسيرة الفريق الأزرق للمرة الثانية على التوالي أمر لا يستقيم حتى مع الأحلام الليلية ولا أظن أن الهلال سيسمح بتكراره مجددا.
وفي الملعب الدمام سيتضح الكثير في أرض الملعب عما إذا كان فريقا عملاقا مثل الهلال بنجومه اللامعين تتجرأ عليه أندية القاع فنياً وتحصد نقاطاً منه هي في العرف الفني الكروي في حكم المضمونة له.
ويمكن تلخيص الحدثين الرياضيين الأبرزمن حيث الترقب الجماهيري لعلاقة النتيجتين بسلم صدارة الدوري في الجولة بالقول إنها جولة تعزيز النصر و(نهضة) الهلال، فهي للنصر تعزيز لصدارته بفارق شبه مريح من النقاط عن أقرب منافسيه، ونهضة لمستوى الهلال بالعود لجمع النقاط الكاملة أمام خصومه وخصمه مساء غد فريق النهضة.
والفريق الشرقاوي العائد للممتاز بعد ما يقارب 20 عاما أمضاها مكافحاً في الدرجة الأولى يصنف على أنه من أهزل فرق المسابقة فنياً ويقع في آخر سلم الترتيب بأربع نقاط من 11 جولة ومرشح مبكرا بأن يعود من حيث أتى للدرجة الأولى، فلا شيء يؤشر على قدرته بالصمود في دوري محتدم المنافسة.
يبقى القول إن النصر للحفاظ على وهجه في مهمة ليست سهلة أمام الشباب في حين أن الهلال في مهمة أشبه بالسياحية على ساحل الخليج لضعف الفريق النهضاوي الواضح والقابع في ذيل الترتيب في مواجهة وصيف المتصدر.
وقطبا الرياض الجماهيريان مرشحان للفوز وفق المعطيات الفنية وتوفر اللاعبين القادرين على الحسم في الفريقين المتنافسين ما لم تقل ظروف اللقاءين غير ذلك.
وماعدا ذلك من لقاءات تبقى أقل وهجاً مما تنتظره الجماهير في الصراع على الصدارة المحتكر إلى حين بين أندية القوة الفنية النصر والهلال والشباب.