كان من ضمن حساباتي بعد فوز النصرعلى الاتحاد في الشرائع بثلاثية واستمراه بأدائه الراقي الجميل في الصدارة أن أضعه عنوانا لأحداث الجولة الحادية عشرة، لكن حدثا تاليا لم يكن في حسبان دائرة حدوثه على الإطلاق ولا في أكثر التوقعات تفاؤلا وتشاؤما أعاد الحسابات وفرض التعامل مع الجديد اللافت.
ومن هنا وعلى ضوء ما استجد فإن الحدث الأبرز إعلاميا وفي مواقع التواصل الاجتماعي وأحاديث المجالس وهو ما فعله فريق الشعلة بالهلال بانتزاع نقطتين هامتين كان الزعيم في أمس الحاجة لها للبقاء قريبا من الصدارة والشعلة بأدائه الانضباطي يستحق أن يكون نجم الجولة الحادية عشرة وبالتالي يجوز تسميتها بجولة الشعلة.
لقد كان تعادل الهلال بجبروته ولمعان نجوم مع الشعلة هو الحدث الأبرز في الجولة، وعلى الرغم من أن الهلال هو من بحث عن التعادل إلا أنه تعادل في وزن المفاجأة للوسط الرياضي من مناصري الفريق الأزرق وغيرهم، وأنا من الذين أشفقوا على الشعلة من عاصفة الغضب الهلالي بعد خسارته السابقة للقائه من النصر.
وذكرت في مقال سابق أن الفريق الشعلاوي أضعف من أن ينتظر منه شيء أمام ضيفه القوي الذي ربما يصب جام غضب خسارته من النصر في مرمى الشعلة وبعدد وافر من الأهداف يكسر بها رقم الشباب السداسي في مرمى النهضة.
وما ذكرته ليس كلاما عاطفيا وإنما استنادا إلى واقع فني للبون الشاسع بين فريق مرشح ليكون بطلا للدوري وآخر يحوم حوله شبح الهبوط للدرجة الأولى ولم يكن أحد يتوقع أن تؤول نتيجه اللقاء إلى ما آلت إليه بالتعادل بهدفين كان الهلال هو الباحث بمشقة عن تحقيقه .. إنها كرة القدم لا أمان لها كما يقولون.
والفريق الهلالي الذي استحوذ على الكرة أكثر من الشعلة لم تدن له الكرة كما يريد وقد أضاع الكثير من الفرص السهلة أمام مرمى مضيفه نتيجة الضغط النفسي الذي أفقد الفريق الأزرق التركيز من تداعيات قوة المنافسة على صدارة الدوري بينه وبين النصر المستفيد الأكبر من أية عثرة هلالية وقد استفاد العالمي بتوسع الفارق النقطي مع منافسه الهلال إلى أربع نقاط ستزيد الضغط على الزعيم أكثر من أي وقت مضى في اللقاءات المقبلة.
وباختصار إنها مباراة لعب فيها الجانب التدريبي دورا في فرض سلوكها وهو الملاحظ على مدرب الشعلة الذي أحسن استثمار إمكانات لاعبيه في مواجهة قوة الهلال في حين أن مدرب الهلال سامي بدا كما لو أنه أيضا افتقد إلى الحضور الفني في مثل هذه المواقف ومضطربا كحال فريقه وهذا عائد لافتقاده الخبرة الفنية التي عادة ما تكون عاملا مهما للخروج من المواقف الصعبة.
يبقى القول إن فريق الشعلة يستحق أن يكون لافتا وحاضرا في دوري عبد اللطيف جميل بقدرته في التصدي للأقوياء وفرض حضوره الفني للهرب من ذيل القائمة التي لازمته في الجولات الماضية وقد بدأ في التحسن وتصحيح مساره بحركة قوية تعينه معنويا في لقاءاته المقبلة.
وتبقى إشارة أن الكابتن سامي الذي حظي بالمديح الإعلامي من أنصار فريقه هاهو الآن يقع في دائرة الغضب من شريحة منهم وهو أمر متوقع من الجماهير إذا لم تكن النتائج على أرض الملاعب جيدة وخيارات سامي المقبلة تكمن في معالجة خط دفاعه وحراسته المهزوزين وإعطاء ياسر القحطاني الثقة الكاملة فهو خير من يقود الهجوم الهلالي إن أراد لفريقه المنافسة.