أدى الفريق الاتحادي مباراة جيدة في الشوط الأول أمام النصر في كلاسكو سعودي مثير فنياً زاده رونقاً الحضور الجماهيري الكثيف من أنصار الفريقين.
ولم يكن عميد النوادي مساء أول أمس الجمعة في ملعب الشرائع سيئاً بالقدر الذي تستقبل شباكه ثلاثة أهداف ملعوبة نصراوية منها هدف في الشوط الأول واثنان في الثاني، غير أن قوة النصر كسرت الكفاح الاتحادي الذي ظهر تحديدا في الشوط الأول بفعل إغلاق منطقته أمام الضغط النصراوي المستمر.
وكان واضحاً من البداية أن مدرب الاتحاد الأسباني بينات حرص على الخروج متعادلا إدراكاً من الأسباني أنه يواجه فريقاً عنيفاً فنياً لا قبل له بمواجهته بفتح الملعب.
فكان التحفظ هو طابع الأداء الاتحادي وحصن دفاعته في الشوط الأول معتمدا على الهجمات الخاطفة التي تدرب فريقه عليها جيدا لكن الطريقة الانضباطية التي لعب بها مدرب النصر الأوروجواني كارينيو أبطلت طريقة بينات في سرقة الأهداف بطريقة خاطفة.
وهدف النجم محمد السهلاي في الدقيقة 43 فرض واقعاً فنياً جديدا على الفريق الاتحادي الذي لجأ إلى التخلي عن تحفظه وغامر بالهجوم أمام فريق يملك كل أدوات حسم المباراة لصالحه.
وأدت مغامرة بينات عاشق المغامرات إلى زيادة انكشاف الاتحاد أكثر في الشوط الثاني وجاء الهدف الثاني (السينمائي) في مطلع الشوط من كرة تلاعب فيها يحيى الشهري بالدفاع الاتحادي مسجلا هدفا يذكر بأهداف النجم الأسطوري ماجد عبد الله.
ودانت الكرة فيما بعد للعالمي وبانضباط فني لافت وأداء رائع سر الجماهير الكثيفة التي ساندته في ملعب الشرائع طيلة مجريات اللقاء مقابل شبه استسلام من الفريق الاتحادي في الشوط الثاني.
ومع قليل من محاولات المقاومة الاتحادية غير المجدية ختم السهلاوي بالهدف الثالث قاطعاً على نجوم الاتحاد فكرة البحث عن محاولة لتقليص الفارق لينتهي الكلاسيكو السعودي الكبير بثلاثية أمنت للنصر صدارته بـ 27 نقطة دون النظر للنتائج اللاحقة التي جرت أمس السبت (المقال كتب مساء الجمعة).
يبقى القول إن العالمي واصل فرض إشعاعه الفني المبهر بتحالف جماهيري كبير واكب أداء النصر في تقديم مستويات متميزة متوجة بالنتائج.
ويبقى البناء والمحافظة على الأداء المميز بعد إحدى عشرة جولة بلا هزيمة هو من سيجعل هذا الفريق الذائع الصيت يسير نحو هدفه دون تعرضه لانكسارات تعيق مسيرته وتلك مسؤولية مشتركة بين الجهازين الفني والاداري.
الأهلي خارج الدائرة
وتبقى إشارة إلى أن الجولة الحادية عشرة شهدت منعطفاً سلبياً ليس في صالح الأهلي الذي تجمد رصيده عند 17 نقطة بتلقيه خسارتين موجعتين على التوالي من التعاون والشباب.
وهذا المؤشر السلبي لفريق كبير مثل الأهلي وضعه قريبا من الخروج من دائرة المنافسة على لقب الدوري للفارق النقطي بينه وبين المتصدر الأمر الذي قد يضعف قدرته على اللحاق بركب فرق المقدمة النصر والهلال والشباب.
ويجوز القول استنادا على العطاء الفني إن الفرق الثلاثة في سلم الصدارة هم فرسان الرهان على جمع النقاط في اللقاءات المقبلة ومن الصعوبة أن يفرطوا في مكاسبهم لاسيما وأن النصف الأول قارب على الانتهاء ولم يتبق منه غير لقاءين.
ووضع الفريق الملكي الأخضر يتطلب فحصاً فنياً لدراسة أسباب علامات عجزه الفني التي بدت واضحة هذا الموسم رغم امتلاكه لكوكبة من النجوم المعروفين بمهاراتهم وأدائهم الجيد.
صحيح أن مدرب الفريق بيريرا اتخذ إجراءات تأديبية شجاعة ضد المهاجم البرازيلي فيكتور ويفترض ألا يكون لها تأثير فني على فريق كبير مثل الأهلي.
وفيكتور يستحق العقاب والمساءلة وهو الذي بدا هذا الموسم غير مبالٍ بالفريق الذي يلعب له وهذا واضح من أدائه المتواضع في الملعب ومن سلوكه أيضا في كثرة الاعتراضات على حكام المباريات والتمثيل ومخاشنة لاعبي الخصم.