لم يكن الأهلي في لقائه أمام التعاون مساء أول أمس محظوظا بضياعه للكثير من الفرص، ونتيجة ضياع الفرص السهلة كلفه على أرضه الخسارة بهدفين من ضربتي جزاء مقابل هدف ملعوب للأهلي وضربة جزاء مهدرة من مهاجم الأهلي فيكتور. وصاحب اللقاء أحداث شغب في المدرجات من جماهير الأهلي التي رمت بالقوارير إلى داخل الملعب احتجاجا على إلغاء مساعد الحكم هدفا أهلاويا ظهر من الإعادة إنه إجراء صحيح من الحكم المساعد. ولجنة الانضباط بكل تأكيد جهزت نصوص موادها لمعاقبة جماهير الأهلي من جراء ما صدرمنها من رمي لقوارير الماء في الملعب وعلى الحكم المساعد الذي إصابته إحدى القوارير إصابة مباشرة من فعل أحد جامعي الكور المنتشرين حول الملعب والتقطته كاميرا النقل المباشر. وبلغت قوة قذف القوارير وكثافتها منطقة الجزاء لفريق التعاون بالإضافة إلى ما صدر من بعض الجماهير من شتائم تجاه طاقم التحكيم، وتلك أحداث ليست الأولى في ملاعبنا وتتكرر كاحتاج في الغالب على سوء أداء التحكيم. وقرار لجنة الانضباط المتوقع صدوره (المقال كتب فجر الإثنين) بمعاقبة الأهلي بمبلغ مائة ألف ريال على أفعال جماهيره ربما أيضا يتجه العقاب إلى زاوية أخرى من لجنة أخرى يفضي أيضا إلى إعادة نقل لقاءات الأهلي غير الجماهيرية مجددا إلى ملعب الشرائع القريب من مكة كون ملعب الأهلي صغير المساحة وثمة خطر قد يهدد اللاعبين. وبذلك تكون جماهير الراقي تسببت بسلوكها الانفعالي في إعادة فريقها إلى (الحفرة) وهو الاسم الحركي لملعب الشرائع مما يعني عودة مشقة السفر من وإلى جدة التي عانى منها الفريق الموسم الفائت ومطلع الموسم الجاري. ومع أن تصرفات جماهير الأهلي لاقبل بقبولها تحت أي ظرف من الظروف إلا أنه يجب النظر في الأسباب التي أدت إلى هيجان الجماهير وفقدان بعضها لرباطة الجأش مثلما تنظر لجنة الانضباط في النتائج وتقرر على ضوئها العقوبة. وهذا يعني أن النظر للأسباب قبل القفز إلى النتائج سيحل الكثير من متاعب أنديتنا مع التحكيم، فليس من المعقول والعدل أن تعاقب جماهير ويترك الجاني الذي هو سبب من أسباب غضبها وانفلات أعصابها. وسوء التحكيم في ملاعبنا الذي ظهر هذا الموسم كظاهرة لافتة لابد أن يؤخذ في الاعتبار والبحث عن حل يمنع تكرار الأخطاء الكبيرة للحكام وأقلها عناء الإيقاف وعند تكرار الأخطاء الشطب النهائي حفاظا على مصالح وأعصاب الأندية وجماهيرها. لقد كان سوء التحكيم عاملاً مهيجاً للجماهير ولم يكن حكم المباراة في مستوى اللقاء، وهناك شكوك حول ضربات الجزاء، أكثرها وضوحا تلك الحركة الماكرة من لاعب الأهلي البرازيلي برونو. وقد نجح برونو في التمثيل على الحكم الذي صفر مستجيبا للتمثيل باحتساب ضربة جزاء أضاعها ابن جنسيته فيكتور الذي بدا في اللقاء كما لو أن صلاحيته الفنية منتهية كما هي صلاحية العراقي يونس محمود. والأخير رغم خبرته الطويلة في الملاعب باعتراضه على إلغاء هدفه ساهم أيضا في رفع الاحتقان الجماهيري، والإعادة البطيئة للهدف تؤكد أنه في موقع تسلل. وحكم اللقاء لم يكن منصفا أبدا، فقد تضرر من اجتهاده الأعمى في احتساب أخطاء في مواقع خطرة للأهلي والتعاون على حد سواء ولجنة الحكام برئاسة عمر المهنا إذا كانت تنتظر من العاجزين عن تطوير أنفسهم من حكامها أن يأتي بجديد في اللقاء التالي فهي كمن يدير جهازا حساسا لايلم بتفاصيله الفنية والمعرفية والنفسية، وتختار حكامها للقاءات عشوائيا لمجرد ملء الجدول. يبقى القول والأحداث التحكيمية فاضت بمساوئها ملاعبنا، وفقدت جماهيرنا صبرها، وبدأت مؤشرات الشغب تطل علينا من المدرجات والخوف في تجاوزها حدود الملعب، الأمر الذي يستحق أن يخصص له اجتماع عاجل لأعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم لتدارس أمر عواقبه قد تكون سيئة إن استمر بلا علاج.