بعد تأكيد تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس آسيا بأستراليا في الأول من سبتمبرعام 2015، بفوزه على المنتخب العراقي مساء الجمعة الماضي في الدمام بهدفين مقابل هدف، صاعدا بنقاطه إلى 12 نقطة من أربع جولات، يبقى الأهم وهو التفكير في جهاز فني محترف يقود المنتخب السعودي في أستراليا. صحيح الأخضر تأهل بجدارة رقمية.. ولكن أوضاعه والتشققات الفنية في جداره واضحة، ومردها ليس ضعفا في أداء النجوم بقدرما ماهو ضعف في الجهاز الفني، وفرحة التأهل يجب ألا تخدرنا عن رؤية الواقع الفني غير السار. الأخضر السعودي يواجه الصين في بكين اليوم في لقاء ليس تحصيل حاصل رغم تأهله، وضمان الانتصارات المتتالية مطلوب لاعتبارات معنوية ستعزز في اللاعبين الثقة بتحقيقهم بطولة مجموعتهم والذهاب إلى أستراليا بمعنويات البطاقة الأولى. والمتتبع للقاءات الأخضر في التصفيات لايشعر بالاطمئنان والارتياح على مستقبل الأخضر، فالشقوق الفنية في الأداء لم تعالج، كما أن الاختيارات أيضا في كثير من المراكز غير مقنعة للجماهير.. فضلا عن عدم الاستقرار على تشكيلة مثالية، كل هذه الملاحظات وغيرها عائدة للمدرب المتواضع فنيا لوبيز، العاجز حتى عن استثمار اللاعب المناسب في المركز المناسب. ومدرب بهذا العمى الفني لاغرابة أن يتخبط أثناء اللقاءات.. وآخرها وأفدحها فنيا تلك التغييرات التي أجراها خلال لقاء المنتخب في الدمام مع نظيره العراقي بإخراجه المهاجمين في وقت كان المنتخب العراقي مندفعا إلى الأمام بغية التعادل والفوز في لقاء مفصلي للعراقي لابديل له عن الهجوم لإبقاء حظوظه الضعيفة أصلا قائمة. تلك التغييرات العوجاء كاد أن يحقق العراقي منها مطلبه لولا بسالة الدفاع السعودي. ولو أبقى على الأقل ناصر الشمراني أو فهد المولد لنجح الأخضر في الاستفادة من اندفاع الفريق العراقي، أو أنه (لوبيز) بدل مهاجماً بمهاجم. أما أن يدافع وقد ترك الخصم مرماه خلفه فتلك من عجائب لوبيز وسط ارتباكه وضعف حيلته الفنية وخوفه العاطفي وليس الفني من ضياع النتيجة، بقيامه بتجريد الأخضر من أسلحته الهجومية في مباراة يتوقف على نتيجتها التأهل. ولا أظن إجراء مثل ذلك له مكان في علوم التدريب كونه لايستقيم ومنهج التدريب الصحيح وهو الذي لايجيده لوبيز على أرض الملعب، وربما ينظرالمدرب للدفاع عن طريقته وهو في الأصل منظر وليس له تاريخ تدريبي عملي.. وليقول مايشاء، غير أن عمله في الملعب سييء. والأخضر المتوهج بنجومه وهم من يراهن عليهم لاعلى مخ لوبيز لمواصلة الانتصارات، يواجه المنتخب الصيني المتحفز للفوز لضمان تأهله لمرافقة المنتخب السعودي وقطع كل آمال المنتخب العراقي الذي يأمل بفوز سعودي على الصين يبقيه في دائرة المنافسة. والمنتخب العراقي وعينه على نتيجة بكين يواجه اليوم المنتخب الإندونيسي في جاكرتا بحظوظ في التأهل هي في حكم الأماني، وفي الواقع على الأرض تكاد تكون صعبة خاصة أن المنتخب الإندونيسي لم يعد بذلك الممر السهل وقد أحرج كل المنتخبات التي قابلها في المجموعة وخاصة منتخب الصين الذي تعادل معه في الذهاب وبالكاد فاز عليه في الإياب بهدف. وهذا يعني أن آمال الجماهير العراقية في الجولة الخامسة تتوقف على فرضية فوز سعودي في بكين وفوزعراقي في جاكرتا لإبقاء الآمال مفتوحة حتى الجولة الأخيرة في مارس المقبل، حين يلتقي العراقي مع الصيني في مباراة حاسمة الفائز فيها سيرافق الأخضر السعودي. يبقى القول إن من يراهن على عقلية فنية في أستراليا كعقلية لوبيز يوم الجمع الأكبر لأقطاب الكرة الآسيوية.. هو كمن يراهن على أرنب سباق في مضمار لسباق الخيول، والوضع التدريبي للأخضر يتطلب التحرك بالبحث عن بديل قبل أن يأتي يوم نقول فيه (ياليت).