الأمير ممدوح بن عبد الرحمن عضو شرف النصر لم يغمض عينيه عن رئاسة نادي النصر يوماً ما، وشهوته لرئاسة العالمي تفوق شهوة الظمآن للماء، وكلامه الأخير عن عكاز لاعب الهلال سالم الدوسري و(نشاط) زميله نواف العابد يستشف منه أن له فيه مآرب أخرى ليس في صدارتها الحرص على استجلاء الموقف حول حقيقة وضع اللاعبين. والهدف المرجح لظهوره الإعلامي الأخير هو تسخين صورته والظهور بمظهر الرجل القوي القادر على مواجهة الصعاب بما فيها نادي الهلال ونفوذه (الطاغي) إعلاميا ورياضيا، ويأتي ذلك كاستنتاج مرجح بقوة ضمن برنامج الأمير ممدوح الهادف لبلوغ كرسي الرئاسة في النصر. وهذا يؤشر إلى أن عين الأمير ممدوح على الرئاسة وإن حاول إخفاء رغبته خاصة وأن فترة رئاسة الأمير فيصل بن تركي تنتهي أواخر يناير المقبل والتحضير المبكر لهذا المنصب يستحق العناء ولو بالتسخين والتصعيد والتصادم مع المنافس التقليدي. والمؤشرات تنبئ أن الأمير ممدوح يتجه لتحضير نفسه لرئاسة النصر ويحاول أن يكون متواجدا إعلاميا خلال الفترة القادمة بكل الوسائل التي تقربه من جماهير العالمي خاصة وأن هناك شريحة ليست قليلة جذبتها تصريحاته وتتساءل أيضا معه عن السرعة التي شفي بها لاعب الهلال سالم الدوسري بعد رؤيته بعكازين في معسكر المنتخب ويعود بعد أسبوع فقط لتمثيل فريقه كما لو كان لم يصب بأذى. ومن يقول إن كلام الأمير ممدوح هدفه التأثير النفسي على استعدادات الهلال لمصلحة النصر قد يكون مقبول ظاهرياً خاصة وأن اللقاء المرتقب في الجولة العاشرة يوم الإثنين الخامس والعشرين من الشهر الجاري لقاء هام قد يترتب على نتيجته ضربة موجعة للخاسر ستهز معنوياته وقد تخلف تداعيات سلبية على مسيرة أي من الفريقين في اللقاءات التالية كونهما في تنافس محتدم ومشتعل على صدارة الدوري فنياً وجماهيريا. والأمير ممدوح وهو يحسن اللعبة في استثمار الإعلام حصل على بعض ما يريد من صدى إعلامي كبير مما يعني أن الأمر مدروس ولم يطلق تصريحاته المثيرة للجدل من باب العبث ورمي الاتهامات جزافاً فهو على ما يبدو قد استعد لكل الاحتمالات وحديثه الفضائي الثاني يؤكد عزمه على مواجهة التصعيد بتصعيد مثله وهو ما أعلنه صراحة في كلامه عن الاحتجاج الهلالي على تصريحاته. يبقى القول إنه ليس بالضرورة أن يكون الأمير ممدوح وقد سلك المسلك الذي يضعه في واجهة الأحداث الإعلامية هو المسلك الصحيح الذي سيعيده نجماً بين الجماهير في ظل وجود الأمير فيصل بن تركي الذي عادت شعبيته للتوهج من جديد بين أنصار الفريق العالمي بعد المستويات الجيدة واللافتة للفريق مع مطلع الموسم الجاري. والقريبون من البيت النصراوي يرجحون اتجاه التمديد لفيصل حتى نهاية الموسم الكروي لإبقاء الفريق مستقرا إداريا وفنياً ويستبعدون الدعوة لانتخابات مع قرب انتهاء فترة الرئيس الحالي كونها ليست في مصلحة الفريق في معمعة المنافسات. والاتجاه القوي أنه مع نهاية الموسم سيتقرر الشكل الاداري الجديد للنصر ويتوقف القبول بتزكية الأمير فيصل أو فوزه بولاية ثانية على حصاد الفريق في الموسم مما يعني فوز الأمير فيصل بولاية ثانية تعززه نتائج الفريق وإنجازاته آخر الموسم بعد أربع سنوات من التعثر. وهذا يؤشر إلى التوقع بأن عودة الأمير ممدوح لرئاسة النصر ليست في حكم الأمر السهل بلوغه ويحكمها ثلاثة سيناريوهات: الأول اكتفاء الأمير فيصل بفترته وعدم رغبته في ولاية ثانية. وثانياً تعثر الفريق وعودة المطالبات الجماهيرية برئيس جديد ومثل هذه المطالبات الجماهيرية التي من المؤكد أخذها في الاعتبار قد تفرض واقعاً جيدا وهنا تكون فرصة الأمير ممدوح للترشح وربما الفوز واردة. والسيناريو الثالث يتوقف على (كبار الداعمين) الذين قد يأتون بشخصية نصراوية جديدة.