ذكرت في مقال سابق أن الجولة التاسعة قد تشهد أحداثا تعيد صياغة سلم الدوري من الثالث حتى الثاني عشر، ولاحركة في ذيل الدوري قد تغير شيئا سوى تبادل المراكز بين الشعلة والنهضة القابعين في المركزين الثالث عشر والرابع عشر. وقد حدث مالم يكن متوقعا، فقد خسر النصر صدارته، وشهدت الجولة تعادلات مثيرة في عدد الأهداف، وتبدلت مراكز الصدارة وبقيت فرق المؤخرة على حالها، لكنها تركت بصمة فنية كما في لقاء النهضة المثير بأهدافه مع الاتحاد وأفسد من رونقه تلك الأحداث المؤسفة بعد اللقاء. واللافت أن التغيير في المراكز أصاب المتصدرالنصر سلبا ووصيفه الهلال إيجابا بتبادل المراكز بتراجع العالمي إلى المركز الثاني بخسارته بالتعادل مع الاتفاق في وقت كانت كل المؤشرات الفنية تشير إلى تجاوزه اللقاء، لكن النصر فشل في المحافظة على صدارته لتذهب للهلال الذي نجح في خطف ثلاث نقاط من نجران بهدف في الدقيقة الأخيرة من اللقاء. ورغم تراجع النصر إلى الترتيب الثاني وما صاحب صدارته من صدى إعلامي على نطاق واسع محليا وخارج الحدود، إلا أن الملاحظ اللافت على المستوى الجماهيري لا الفني هو قدرة جماهير العالمي في التعامل مع الحدث بتكتيك استباقي جديد أربك جماهير الزعيم وأضعف فرصة أنصار الهلال بـ(الطقطقة) على نظرائهم كما يحلو للجماهير استخدام هذه العبارة العامية. فقد سارعت جماهير النصر بعد فقدان الصدارة بالدفع بـ (هشتاق) مطور نصه (عالمي لاتكلمني) في (حربها الباردة) مع جماهير الهلال، وهو ما صعب على أنصار المنافس المتصدرالرد السريع .. وأبقوا الهشتاق الأول حيا (متصدر لاتكلمني) على أنه خارج الخدمة مؤقتا، مستخدمين جملة ذات دلالات فنية (مغلق للصيانة). إنها لعبة جماهير جميلة ومثيرة وجاذبة سخنت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الفضائية والمقرؤة. وجماهير الهلال في تنافسها مع جماهير النصر وخلال فترة التوقف لحساب المنتخب قد تبتدع شيئا جديدا ينعش مواقع التواصل الاجتماعي تحديدا ذات الهيمنة النصراوية، ويفتح حوارا جديدا ومحفزا لجماهير منافسهم في تنشيط جولات حاسمة بين جماهير الناديين خارج الملعب. يبقى القول إن الجولة التاسعة بدت كما لو أنها أعادت صياغة سلم الدوري فنيا في المراكز المتقدمة، إذ عادت قوى النفوذ الفني إلى شغل المراكز الطبيعية التي تتفق وحجمها الفني، فقد صعد الأهلي إلى الترتيب الثالث والشباب إلى الرابع ودحرج نجران الضيف الجديد إلى المراكز المتقدمة من الثالث إلى الخامس، ولا يوجد ما يلفت الانتباه في بقية المراكز على مستوى الترتيب. والجولة شهدت أحداثا وأهدافا وتعادلات لم تكن منتظرة على الإطلاق، أولها تعادل النصر بهدفين مع الاتفاق وتعادل التعاون مع الشباب بثلاثه، ويبقى التعادل المثير في جانبه الفني بين النهضة والاتحاد بالرباعيات والمنتهي بأحداث مؤسفة أعقبت اللقاء سالت فيها الدماء، وهو حدث مؤسف في ملاعبنا يتطلب تعاملا حازما من لجنة الانضباط.