|


محمد السلوم
الاحسن في النصرلم يبدأ بعد
2013-11-07

المقال كتب قبل لقاء الأمس بين النصر والاتفاق، والأرجح أن العالمي استنادا على ميزان القوى الفني حسم اللقاء مغردا في صدارته التي أبهجت كل محبيه داخل البلاد وخارجها وفق ما تناقلته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. والنصر هذا الموسم قدم نفسه لمحبيه بشخصية النصر المتأصلة والمدعومة بتاريخه الناصع محليا وقاريا وعالميا، وفرض على عشاقه وتحديدا في الخليج العربي من الشخصيات العامة الجهر بولائهم لهذا الكيان الكبير. نعم النصرلافت بأدائه وروحه القتالية في الملعب وبترسانة نجومه وقوة قاعدته اللوجستية على دكة الاحتياط، ومع كل ذلك الحسن إلا أن الأحسن في النصرلم يبدأ بعد. فقد عبر النصر الجولات السبع وسط أداء جيد وانضباط واضح جامعا عشرين نقطة معتليا الصدارة بلا هزيمة وبدفاع صلب وحارس أصلب لم يدخل مرماه غير هدف واحد، وسجل هجومه أربعة عشر هدفا بمعدل هدفين في كل مباراة، وذلك مؤشر على التعافي الفني حراسة ودفاعا ووسطا وهجوما. والأحسن للعالمي سيتحقق متى ما تم تعزيز الأداء وتوفير الأجواء المحفزة على مزيد من العطاء بتكاتف فني إداري لبلوغ الأهداف التي لن تكون في حكم المحققة مالم تكن هناك برمجة دقيقة لكامل منظومة العمل وأي خلل سيكون له تداعياته السلبية على الفريق وقد يقوض الجهود المبذولة حاليا فنيا وإداريا. ففي الجانب الفني تقع على المدرب مسؤولية حسن واستثمار إمكانات اللاعبين في مراكز العطاء المعروفة عنهم وهنا سأتوقف عند النجم الكبير محمد نور الذي لم يلق الفهم الفني من المدرب بعد. ولعل المدرب كارينيو بعد مشاهدته لنور أمام الفيصلي يصل إلى قناعة أن مكان نور المثالي خلف المهاجمين وليس في المحور لما يتوفر لهذا اللاعب من قدرة وخبرة في معرفة تفاصيل ملعب الخصم. ولن تتحقق الاستفادة المثلى من الخبير نور إلا بوضعه خلف المهاجمين وهو المركز الذي حفظ فيه أدواره تماما وأبدع فيه طيلة وجوده في الملاعب، ويشكل وجوده في هذا المركز مع إعطائه مساحة من الحرية خطورة أكثر سواء بالتمرير أو بالتهديف. وفي الجانب الإداري والإدارة كما يبدو في هذا الموسم أدركت مالم تدركه في مواسم ماضية أن الجانب الإداري بتفاعله وتفعيله يتناغم مع الجانب الفني طرديا، وإن عملية برمجة الشأن المالي على درجه كبيرة من الأهمية. ويخطيء من يعتقد ويهون من هذا الجانب بل إنه يقع في منزلة الإعداد الفني لما له من انعاكس معنوي على الجانب الفني مما يعني أن الدعم المزدوج – الإداري والفني - هو ما يساعد الفريق في مواصلة انتصاراته نحو الهدف الذي تتطلع له الجماهير. يبقى القول إن الأحسن المنتظر في النصر مع حسن أدائه الحالي سيتحقق بتحقق احترافية العمل في النادي في مفصليها الإداري ببرمجة العمل إداريا وماليا وفي خطة مستديمة تغطي كامل الموسم بضمان تدفق المستحقات المالية من رواتب وغيرها في مواعيدها وفي جانبها الفني باستثمار قدرات اللاعبين كل في مركز عطائه. وببلوغ هذا المستوى من التنظيم الإداري الدقيق مع عمل فني في دقته يكون النصر بدأ يتجه من حسن إلى الأحسن ومن يهتدي بالأسباب التي تقود إلى الهدف حتما سيبلغه، والنصر إداريا وفنيا قادر على بلورة وضعه وفق ما تتطلبه منهجية وآليات العمل المدروس.