سطع الهلال في الجولة الثامنة من دوري عبداللطيف جميل وقدم أداء ونتيجة لافتين وهز مرمى الشباب برباعية مرسومة ليس من بينها كرات ثابتة أو ضربة جزاء. ونقطة التحول في اللقاء ببلوغ الأهداف الرقم أربعة هو ما يمكن اعتباره استسلاماً شبابياً جاء بعد الهدف الأول الذي سجله مدافع الشباب وليد عبد ربه في مرمى فريقه. وكان الهدف بمثابة الضربة العنيفة لمعنويات زملائه وأفقدهم التركيز رغم الجهد السلبي الذي بذلوه في الملعب وغلب عليه الحماس بلا تركيز. ويجوز القول إن لقاء مساء الجمعة بين الهلال والشباب على ملعب الملك فهد الدولي هو العنوان العريض للجولة، إذ حضرت فيه فنون هلالية رائعة ومثيرة أسعدت جماهيره برباعية لم تكن في حسبان التوقعات ببلوغها هذا الرقم القاسي على فريق ينظر له أنه ضمن الفرق التي تقع في دائرة المتنافسين على لقب الدوري. ووضع فني كهذا لمع فيه الهلال وتخلص من ارتباكه في اللقاءات الماضية يدفع إلى القول إنها جولة الهلال بامتياز قياساً على اللقاءات الأخرى التي انتهت عادية بلا إثارة فنية مع ملاحظة أن المقال كتب قبل لقاء الفيصلي والنصر والشعلة والفتح مساء أمس السبت. والملاحظ على اللقاء الذي كثيرا ما يكون متكافئاً في ميزان العطاء الفني بين الفريقين خلال أكثر من عقد أن الشباب بدا عاجزا عن مجاراة قوة الهلال الذي تفنن بالتلاعب بدفاع الشباب وحارسه مستغلا تفككه بالضغط المركز المنتهي برباعية كان من الممكن أن تكون كارثية لو وفق الفريق الأزرق في استثمار الفرص الضائعة. وسيترب على نتيجة الفيصلي والنصر استمرار العالمي في صدارته أو عودتها للهلال بعد أكثر من شهر على فقدانها في حين أن لقاء الشعلة والفتح يدرج ضمن تحسين المراكز. ويبدو أن نجوم الهلال أحسنوا تحية جماهيرهم التي كان مقررا غيابها عن اللقاء بعقوبة انضباطية أبطلها لاحقاً قرار لجنة الاستئناف وحضرت للملعب بأرقام جيدة وساندت فريقها بحرارة رفعت من تسخينها الأهداف الأربعة. يبقى القول إن وضع الفريق الشبابي غير صحي وعلامات مرضه بانت مما يعني أن الوضع يتطلب تركيزاً إدارياً وفنياً خاصة وأن الدوري لم يمض منه سوى ثماني جولات وهناك متسع من الوقت لتدارك الوضع غير المريح لجماهير الشباب. وقد يكون في الفترة الشتوية العلاج للاستعانة بصانع ألعاب وبمهاجم بارز يعوض رحيل ناصر الشمراني الذي ظهر في اللقاء ككتلة حماسية لم يهدأ حتى سجل هدفاً في مرمى فريقه السابق وشارك في صناعة مثله وكأن في نفسه شيء من المرارة عكستها حركته التي تبدو استفزازية لأنصار فريقه السابق بعد تسجيله للهدف وإن كانت غير موجهة لهم.