لم تبلغ انفعالات الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر حدا مرتفعا خلال الأربع سنوات الماضية من رئاسته للنادي كما بلغت خلال لقاء فريقه السبت الماضي مع الفريق الفتحاوي والسبب سوء أداء حكام المباراة وخاصة حكم الساحة والمساعد الأول. فالمساعد الأول ألغى هدفا صحيحا في الشوط الأول كما يقول الأمير فيصل ومعه حق في قوله بسلامة الهدف حتى لوكان اللاعب محمد عيد متداخلا فهو في الأصل في موقع صحيح لحظة تحرك الكرة. كما أن حكم الساحة تجاهل ضربة جزاء واضحة للنصر ولاتقع في دائرة الاجتهاد والتقدير، فقد تصدى مدافع الفتح بيده لكرة نصراوية ومنع دخول هدف نصراوي محقق. والأمر لم يتوقف عند هذا الحد فسوء إدارة الحكم طالت الفتح كما طالت النصر خلال اللقاء مما أدى إلى حالة احتقان بين اللاعبين ومعهم الجماهير. واستياء الأمير فيصل من التحكيم الذي لوحظ خلال اللقاء عبر عنه صوتا وصورة خلال حديثه الصريح لوسائل الإعلام وبدا فيه مدافعا عن حقوق فريقه وحقوق الفرق الأخرى على الرغم من فوز فريقه ومحافظته على صدارته لدوري عبد اللطيف جميل. والأمير فيصل قال كلاما موزونا ومهما قد تلتقي معه كل الأندية في مضمونه، فقد طالب رئيس لجنة الحكام عمر المهنا بعرض شريط المباراة ومناقشة حكامه ومحاسبتهم على الأخطاء الفادحة لناديه والأندية الأخرى، وتمنى من الحكام التركيزلتفادي الأخطاء التي قد تضر بجهود كل الأندية. والجولة السابعة مرت والتحكيم حاضر فيها بمثل ما هو حاضر في الجولات السابقة، ولكن بشكل لافت غلب عليه الاحتقان في سلوك الحكام في هذه الجولة التي يجوز تسميتها بالجولة الحمراء لبلوغ عدد البطاقات خمساً من نصيب النصر والفتح والرائد والأهلي بطاقتان. هذا الرقم يفوق ما أشهر من بطاقات حمراء في الجولات الست الماضية التي شهدت أربع بطاقات حمراء، كما أن البطاقات الصفراء أفرط الحكام في توزيعها ببلوغها اثنتين وثلاثين بطاقة بحسب إحصائيات الدوري. ومن الواضح أن هناك ثمة احتقان وضغط ليس على لاعبي الأندية كما هو متعارف عليه لشدة المنافسة والخوف من الخسارة بل من الحكام أنفسهم الذين لم يحسنوا التصرف في إدارة المباريات وبدا من سلوكهم في الملعب أنهم تحت ضغط غير عادي، وانعكس أداؤهم المضطرب على اللاعبين، وظهرت البطاقات الحمراء والصفراء بكثرة. وهذا يعني أنه لاجديد عند لجنة الحكام لتصحيح أوضاع التحكيم الذي بدا خلال هذا الموسم مزعجا للكثير من الأندية وبحسب سلوك الحكام فإن اللجنة بدلا من تحضيرهم للقاءات عبأتهم وشحنتهم بالتعليمات المتشددة ونشرتهم في الملاعب. كما أنها أي اللجنة لم تراع الجوانب النفسية للحكم ومدى حضوره الذهني لقيادة المباريات، ولم تفرق في الاختيار بين حساسية اللقاءات التنافسية والعادية. ويبدو أن كل ما يهمها ملء الجداول بالحكام دون النظر لأمور هامة أخرى منها جاهزية الحكم ذهنيا ولياقيا فضلا عن الكفاءة المفترضة في كل حكم. يبقى القول وعلى ضوء ما حدث في الجولات الماضية من متاعب تحكيمية رفعت ضغط واحتقان الجماهير واستياء رؤساء الأندية إلا فيما ندر منهم ولاستمرار الأوضاع التحكيمية كما هي دون ظهو مؤشرات تبعث على الاطمئنان. ولأن الوضع بلغ حد الضراوة فإن الأمر يتطلب قرارا سياديا من الاتحاد السعودي لكرة القدم بفتح الباب في الجولات المقبلة لكل ناد يرغب في استقدام حكم أجنبي لتحكيم لقاءاته في الدوري دون تحديد عدد المباريات.