الكابتن علي كميخ المدير الفني لفريق الفيصلي فض العقد بينه وبين إدارة الفريق الأردني بالتراضي بين الطرفين، وهو ما قاله الكابتن كميخ للإعلام. وإن كانت كلمة بالتراضي تعبير وسطي ظاهري مغلف بالدبلوماسية بين الطرفين إلا أن الواقع يقول إنها إقالة بل وإقالة سريعة بعد أربعة أشهر عمل في النادي الأردني. وتجربة الكابتن كميخ في التدريب خارج الحدود وإن كانت فشلت فنياً إلا أنها معنوياً تسجل لصالحه كون سجله التدريبي سيدون فيه أنه أول مدرب سعودي يقود فنياً فريقاً من الخارج مما يدفع إلى القول إنه إنجاز معنوي لكميخ. والمدرب السعودي ليس وحده من أطيح به في الملاعب الأردنية تحديدا فهو السابع هذا الموسم من بين ستة مدربين سبقوه أنهيت العلاقة معهم منهم للمثال لا للحصر مدرب شباب الأردن أحمد عبد القادر ومدرب الحسين الكرواتي مارينكو. ويختلف كميخ عمن سبقه من المدربين الذين تم إقالتهم لتواضع أدائهم في الدوري الأردني أن إقالته جاءت بسبب إخفاقه في الصعود بفريق الفيصلي إلى نهائي الكأس الآسيوية وتوديعه البطولة بخسارته في نصف النهائي ذهابا وإيابا من فريق القادسية الكويتي. وربما أيضا أن تداعيات تواضع أداء الفيصلي كان لها دور في فض العلاقة بين المدرب السعودي والفريق الأردني الذي من الواضح حسب مشاهدته في مشواره القاري أنه يعاني خللاً في خطوطه وغير مؤهل للصمود في المنافسات المحلية والقارية. يبقى القول إن تجربة المدرب السعودي الأول خارج البلاد بشكل عام يمكن النظر لها على أنها درس ستفرض على كميخ أو غيره إن وقع عقدا آخر للتدريب في الخارج الاستفادة من تجربته الأولى التي يبدو أنه دخلها منزلقاً وغير مستعد لها بأدوات النجاح. والملاحظ على الكابتن كميخ أنه ذهب إلى عمان كما لو كان فرحاً بهذه الفرصة التدريبية إذ لم يستعن بلاعبين مؤثرين من الخارج وربما أمور مالية قد حالت دون تحقيق رغبته إن هو سبق وأن قدم مطالبه الفنية لتعزيز صفوف فريقه وقوبلت بالاعتذار. وإن كان الكابتن كميخ لم يفعل وخاض تجربة التدريب في الخارج هكذا دون أسلحة فنية تعزز خطوط فريقه وتساعده في تنفيذ خططه الفنية فهو في هذه الحالة يتحمل نتائج قبوله تدريب الفيصلي بلا شروط مسبقة وفي ذلك عجلة بقبول عرض تدريبي خارجي نهايته الندم ولا ينفع الندم بعد فوات الأوان. وتبقى إشارة إلى أن في قاموس الكرة العربية تعد الإقالة أمر طبيعي جدا يتكرر باستمرار في كل موسم مهما كان حجم المدرب وشهرته العالمية فالإقالة واردة ومنتظرة أيضا مع أي إخفاق يحل بأي فريق والمدرب عادة ما يحمل عبء الإخفاق. بل يجوز القول إن إقالة المدربين تراث عربي قديم لمواجهة ردود أفعال الجماهير في الظروف الصعبة ولابد من ضحية تلهي الجماهير وتخفف من غضبها. وكبش الفداء كما يقال في الأمثال في الغالب المدرب فهو الضحية المفضلة في الملاعب العربية لدى إدارات الأندية التي من النادر أن تواجه الموقف بشجاعة وبدلا من الرحيل تتمسك بالكرسي ولو تكرر الفشل في سنوات متتالية سواء على المستوى المحلي أو القاري.