لقاء عاصف منتظر مساء غد في ديربي جدة الكبير بين الاتحاد والأهلي على ملعب الشرائع ضمن الجولة السادسة من دوري عبد اللطيف جميل، وهو مركز الثقل في هذه الجولة ومحور اهتمام الإعلام والجماهير وفيه من الحسابات الفنية والنفسية الكثير في ظل التنافس التاريخي الحاد المحتدم دائما بين الفريقين الجماهيريين. والفريقان بنقاطهما التسع من خمس جولات وتجاورهما في الترتيب في المركزين الثالث للأهلي والرابع للاتحاد يلتقيان في ظروف تكاد تكون متشابهة على المستوى الفني والنفسي وإن كان الأهلي من حيث الرسم الفني هو الأثقل إلى حد ما. والميزة المرجحة نسبياً لصالح الأهلي تتمثل بعامل خبرة لاعبيه مقارنة بنقصها لدى أغلب لاعبي الاتحاد ويلتقي العميد الاتحادي والملكي الأهلاوي من حيث العامل النفسي مع بعضهما على خلفية جروح نفسية مؤذية لهما بسبب سوء التحكيم الذي أصاب معظم الأندية بالضرر. وفي ظل أوضاع لينة فنياً للفريقين وحرص كل منهما على تجاوز الآخر والاستفادة من الزخم المعنوي للفوز في فرض شكل فني يعيد للفريق توازنه ويخفف من الضغوط الجماهيرية على الفريقين فإنه يجوز القول إن ديربي جدة فيه الرخاء والشدة للفريقين. وهذا يعني أن الفائز سيغنم الرخاء بالثلاث نقاط ورضا الجماهير وإثبات حضوره وهيبته في اللقاءات التنافسية التقليدية الجماهيرية وربما ينفرد بالمركز الثالث والخاسر سيواجه شدة الموقف وتداعياته النفسية على المستوى الفني والغضب الجماهيري وتراجع ترتيبه في الدوري ربما إلى السادس. وعلى فرضية انتهاء اللقاء بالتعادل وهو أمر وارد لتشابه الظروف، فالغريمان كما يقال حبايب وفي ذلك مناصفة لما يمكن اعتباره أشبه بالرخاء للفريقين لتجنب وقع صدمة الخسارة التي ستكون مؤذية لمشاعر جمهور الفريق الخاسر ولن تكون الإدارات في مأمن من الغضب الجماهيري خاصة إدارة الاتحاد التي لم تستقم أمورها بعد. والاتحاد الذي يعد نظرياً يلعب على أرضه وعملياً خارجها وعلى بعد أكثر من 100 كيلو متر مثله مثل ضيفه الأهلي كلاهما يدفع ثمن تقاعس الشركة المنفذة لتوسعة ملعب الأمير عبد الله الفيصل الملعب الرئيس في مدينة جدة في تسليمه في الموعد المحدد الذي كان مقرراً بعد شهر رمضان الماضي. كما أن الشئون الهندسية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب ليست بعيدة عن مسؤولية التأخير والمتضرر الأكبرمعنويا وماليا هما الاتحاد والأهلي وجماهيرهما، والمتضرر لا يملك غير خيار الصبر وربما الصمت فلا أحد سيسمع معاناتهما وتعويضهما مالياً عن عناء مشقة السفر لملعب الشرائع. يبقى القول إن لقاء ليلة الغد الجماهيري وقد حشد كل فريق عدته الفنية والجماهيرية يتطلب حشدا مماثلا بحضور ذهني ولياقي وقانوني من حكام اللقاء وتحديدا حكم الساحة لقيادة اللقاء إلى بر الأمان القانوني، وملاعبنا وقد بلغ الاحتقان الجماهيري حدودا مرتفعة من جراء أخطاء تحكيمية تخرج الحليم عن صبره. ولعل الكل من مراقبين وجماهير وإدارات أندية ترى في لقاء الشرائع وغيره من الملاعب ما يفيد أن لجنة الحكام قد فاقت واستيقظت على الحقيقة المرة من سوء عمل حكامها وأن تصحيحا قد بدا ملموساً من الجولة السادسة خاصة وأن صدى سوء التحكيم تجاوز الحدود وتحدثت عنه وسائل إعلام خارجية. وإن لم يعالج الوضع بتنظيف الساحة التحكيمية من مثيري الاحتقان الجماهيري من جراء أخطائهم الفادحة فإن عبارة (سوء التحكيم) التي ترد في وسائل الاعلام قد تبلغ عبارة (فضائح تحكيمية) وفي ذلك (أم الكوارث) على سمعة كرتنا المحلية. واستمرار تردي الأوضاع يعني مزيدا من الغبار الأسود المغذي لانتشار الفقر التنظيمي الحاضن للفوضى وتداعياته السلبية على بيئة منظومة العمل بشكل عام وأيضا على تدفق المال الاستثماري في الجسم الرياضي. والأمثلة السوداء القريبة الظاهرة كحالة التحكيم المنحدرة واجتهادات لجان تفتي بلا علم كحالة لجنة الانضباط التي رفضت احتجاج الاتحاد شكلا بحجة عدم وروده خلال الوقت المحدد للاحتجاج هو الذي تقدم به للجنة ضد ما اعتبره الاحتجاج صدور (بذاءات عنصرية) من بعض جماهير الهلال ضد لاعبي الاتحاد. وهو احتجاج لا يخضع للوقت حسب قوانين (فيفا) ويتم التعامل معه بجدية دون النظر لزمن وصوله لجهة القضاء، ولنقل إن عدم وضوح الرؤية القانونية لدى لجنة الانضباط جعلها تعامله معاملة الاحتجاجات الفنية الأخرى.