|


محمد السلوم
الملكي يواجه تعسف الزعيم
2013-09-26

لاشيء يمكن استخدامه مناسبا لما جرى للاتحاد على ملعب الملك فهد في الرياض بالجولة الرابعة من دوري عبد اللطيف جميل الجمعة الماضية غير القول إنه تعسف هلالي مفرط في استخدام القوة الفنية في ضرب شباب الاتحاد، ردا على تجرؤهم في إخراجه من مسابقة كأس الملك الماضية وتطاول بعض من إعلامه وجماهيره بالتهكم على الخروج الهلالي. فجاء الرد من الملعب وفي أقرب مناسبة عنيفا وبخماسية وقعت كالصاعقة على جماهيرالعميد وإدارته بعد وضع جيد بتغلب الفريق الاتحادي على فريقين كبيرين وبرباعية هما بطل الدوري والسوبر الفريق الفتحاوي وثالث الدوري المنصرم الفريق الشبابي. ولم يكن على مايبدو في حسابات الإدارة الاتحادية التي تعاني من أوضاع مالية خانقة أن تؤول نتيجة اللقاء إلى هذا الرقم الكبير من الأهداف وأمام وضع مالي متعسر وضغوط جماهيرية غاضبة، وأمام حالة مثل تلك رأت الإدارة أو هكذا بدا لي أن الموقف يتطلب شيئا يخفف الضغوط عليها. والبيانات التي ترمي المسؤولية على الآخرين أو إقالة المدربين هي أقرب الخيارات للتعامل مع المواقف المحرجة، فما كان منها إلا أن أصدرت بيانا تدعي فيه الظلم من تعامل الاتحاد السعودي ولجانه، وذهبت الإدارة إلى التهديد باسم (فيفا) في البيان كملاذ وخيار قائم لبلوغه لرفع الظلم عنها، وللإدارة حقها في الدفاع عن الكيان الاتحادي وفق ما تراه لكن توقيت البيان يثير التساؤل. وإلا ماذا يعني الانتظارعلى ظلم قد وقع على الاتحاد النادي بحسب البيان من الاتحاد الكروي ولجانه والتوقيت لإعلانه بعد الخماسية الهلالية، مما يدفع إلى القول إنه ما هو إلا رد فعل على نتيجة الملعب الكبيرة ومحاولة إشغال جماهير العميد بهذه القصة وقد لايذهب أبعد من تسجيل موقف. كما أن البيان ذكر أن الإدارة الاتحادية ستضع متاعبها مع الاتحاد الكروي ولجانه على طاولة الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب، وكأن الإدارة لاتعلم ونائب رئيسها رجل قانوني أن الاتحاد السعودي المنتخب سيد قراراته ولاسطلة عليه في أعماله المتعلقة بكرة القدم غير سلطة (فيفا) وأي تدخل من سلطة حكومية قد يفسرعلى أنه تدخل سياسي. على أية حال المباراة بنتيجتها الكبيرة ومجملها سبعة أهداف خمسة منها من نصيب شباك الاتحاد، يجوز القول إنها في حكم الأوضاع الكروية القابلة للحدوث للأندية الكبيرة كما هو الحال للاتحاد المهزم من ناد كبير أيضا، وفي كرة القدم كل الاحتمالات واردة. وبعيدا عن ضجة البيان الاتحادي مع بقاء حضورالخمسة في التداول حول حدث قريب وحدث لايقل عنه أهمية قادم، تترقب الجماهيرالرياضية كرة مثيرة وأنظارها ستتجه مساء السبت لملعب الشرائع في كلاسيكو آخر يجمع الأهلي بالهلال، وكأن قطبي جدة على موعد مع الرعب الهلالي في غضون أسبوع . وعلى الرغم من تباين الظروف لصالح الفريق القادم من الرياض وهو في كامل عافيته الفنية بتصدره للدوري بالعلامة الكاملة من أربعة لقاءات، والمنتشي أيضا معنويا بخماسيته في الاتحاد، ومع كل هذه الامتيازات إلا أن لقاءات الفرق الكبيرة المتنافسة قد لا تخضع في بعض الأحيان لمثل هذه المزايا المرجحة لطرف على طرف.. والأهلي رغم جرحه الآسيوي إلا أنه ليس الاتحاد المنهك ماليا وسط جعجعة إدارية لدعمه ليضرب بالخمسة، فهو قادرعلى تجاوز حالة الانكسار الفني والنفسي والإرهاق نتيجة مشاركته على جبهتين محلية وآسيوية وهو يستضيف الهلال وسط هذه الظروف. ولقاء السبت يجمع قطبين كبيرين، وجماهيرالراقي تترقب صلابة أهلاوية تفتت القوة الهلالية التي عصفت بجارهم الاتحادي في الرياض، وهناك من لم يخف توجسه من تداعيات الظروف التي تمربالملكي الأهلاوي وهويواجه تعسف الزعيم الهلالي في الإفراط في استخدام قوته ضد الغير. يبقى القول إن الجماهير على موعد مع كلاسيكو مثير يمثل فيه وزن الفريقين الكبيرين الفني وصيتهم الاسمي والتاريخي علامة الجذب الكاملة، وليس بالضروة أن يكون الهلال المتعافي فنيا سيجد في ظروف الأهلي مايريد والعودة إلى الرياض بالنقاط الثلاث رغم ميل ميزان القوى لصالحه للفوز بالمباراة. وتبقى إشارة أن فوز الهلال بخماسية على الاتحاد تؤكد جبروته وجاهزيته الفنية، في حين أن الأهلي أدى في آخرلقاءاته أمام النهضة المتواضع ما يشبه التمرين الاستعدادي، وأنهاه أيضا بخماسية وسط مستوى لم يبلغ بعد حد التعافي الفني.