مع انتهاء الجولات الثلاث الأولى من دوري عبد اللطيف جميل يسجل لفريق الاتحاد الشاب أنه ذو بأس شديد على الفرق الكبيرة، ودون ذلك مع الفرق الأقل إمكانات، فقد بطش ببطل الدوري والسوبر الفريق الفتحاوي برباعية في ملعب الشرائع، وقبله صعق الشباب ثالث الدوري برباعية في الرياض. وهذا يعني أنه فريق يزرع الرعب على أرضه وخارجها، وقادر على التفاعل والتكيف مع وضعه المتجدد بعد رحيل أهم أعمدته في خطوط الفريق والبأس الاتحادي بفريق معظمه من الشباب بانت أفعاله مبكراً في مسابقة كأس الملك الماضية بنجاحه بتحقيقها بإخراجه فرقاً كبيرة من المسابقة من بينها الهلال. ومساء غد في الرياض يواجه الهلال شراسة الاتحاد المستمرة على ملعب الملك فهد بطموح ضمه للفتح والشباب ليكون بذلك قد ضرب ثلاثي المقدمة في الدوري المنصرم، ولقاء الغد في الجولة الرابعة سيجذب الجماهير إلى الكلاسيكو الكبير الذي يجمع الهلال المغرد في الصدارة لوحده والاتحاد خامس الترتيب في الدوري. والفريقان بوزنهما الفني والجماهيري والتاريخي أيضا يؤهلهما إلى تقديم مباراة مثيرة وقوية، فهي للاتحاد تأكيد وإثبات مقدرته بلونه الفني الشاب أنه في الموعد مع الفرق الكبيرة، وللهلال للمحافظة على صدارته ومآرب أخرى من بقايا الموسم الماضي برد اعتباره على خلفية إقصاء شباب الاتحاد له من مسابقة كأس الملك وسط ظروف فنية كانت ترجح فوز الفريق الهلالي المتكامل بنجومه وخبرة لاعبيه. واللقاء في ذلك الوقت لم ينته في الملعب وخلف توابع تالية خارج الملعب ربما مازالت ترن في أذهان الهلاليين من جراء عبارات التهكم والسخرية بالفريق الأزرق من الجماهير الموالية للاتحاد وتلك السعيدة بفوزه في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام. كما أن اللقاء يعد من الاختبارات الجدية أمام مدرب الهلال سامي الجابر الذي لم يواجه فرقاً من الوزن الثقيل في الجولات الماضية خاصة وهو يواجه فريقاً مفعماً بروح الشباب وقد دعم صفوفه بلاعبين برازيليين. والاتحاد ليست هذه حدود تفوقه بشبابه فمن خلف كتيبة العميد المونديالي الشابة يقف مدربهم الذكي الأسباني بينات برؤيته الواسعه للملعب وقدرته الفنية في استثمار إمكانات لاعبيه خاصة في الهجمات المباغتة المصيبة للهدف. إذاً اللقاء مرشح أن يكون حماسياً فوق العادة لتداخل أمور غير فنية قد تكون حاضرة في أذهان اللاعبين وخاصة في الجانب الهلالي ومن ينجح في إبعاد اللاعبين عن الضغط النفسي ربما يكون الأكثر حظاً بالفوز. العالمي المبهر واللقاء الثاني في نفس التوقيت يجمع النصر بالرائد، والتكافؤ الفني بين الفريقين غائب تماماً ولا مقارنة بين الفريقين، لكن لا يعني هذا التسليم بتلك المعطيات فكرة القدم لمن يعطيها ولا تعرف الأوزان الفنية وإلا لسلمنا بالثلاث نقاط في كل مبارة تجمع كبيراً من الناحية الفنية بما دونه. والعالمي المبهر بشكله الفني المختلف عن المواسم الماضية حقق الإعجاب وأنشدت جماهيره في اللقاء الأخير الرباعي مع النهضة أحلى الألحان تجاوباً مع ألحان فريقها الفنية داخل الملعب. ويكاد النصر من بين فرق دوري جميل يكون الأفضل بترسانة نجومه المتعددة المواهب ما بين خبراء وحولهم حيوية الشباب وقاعدة احتياط لا تقل عن الأساسيين ومتى ما تناغمت منظومته الادارية مع نغمه الفني الجديد في الملعب سيصل الفريق الأول إلى أهدافه. ومساء السبت يدخل فريق العروبة اللافت للأنظار بنتائجه الأخيرة بهزيمته الاتحاد واصطياد نقطة من الأهلي يدخل مرحلة لقاءات الند الفني لمثله أمام الفيصلي في ثاني لقاءاته على أرضه في سكاكا الجوف. وقد يؤكد العروبة الصاعد حديثاً للممتاز أن نقاط المباراة على أرضه عسيرة على ضيوفه وقد يفكك الفيصلى نشوة أبناء الشمال بنتائجهم الأخيرة وإلحاق الهزيمة بهم على أرضهم. وجماهير الاتفاق في لقائه مع التعاون تتخوف على فريقها الذي لم يظهر حتى الآن مدى تماسكه وقدرته على المضي في منافسات موسم طويل. وتخشى جماهير فارس الدهناء من ضيافة التعاون ببريدة وهو الفريق الذي بكر بتعادله مع الفتح في إعطاء مؤشرات أنه لن يكون كما هو على حافة الهبوط للأولى في المواسم الماضية. يبقى القول إن لقاء الهلال والاتحاد هو مركز الثقل ومحور التركيز والترقب الجماهيري، وفي انتظار اللقاء وعما إذا كان الهلال قادرا على المحافظة على صدارته بمعاقبة شباب الاتحاد أو أن ما جرى على الشباب والفتح من فتك اتحادي سيحل بالهلال.