|


محمد السلوم
لوبيز المربك الحزين
2013-09-05

لا أحد يعلم من جماهير الكرة السعودية التشكيلة الرئيسية التي سيلعب بها مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم الأسباني لوبيز كارو مساء اليوم أمام منتخب نيوزيلاندا في الدورة الودية التي تنظمها شبكة التلفزيون المدفوع بالتعاون مع الاتحاد السعودي لكرة القدم ويشارك فيها إلى جانب الأخضر منتخبات الإمارات ونويوزيلاندا وترينيداد وتوباجو. ولا غرابة في ذلك، فهذا هو لوبيز المربك الموظف الاستشاري الذي جاء لهذه المهمة وخدمته الظروف ليكون مدرباً للأخضر وسلوكه الفني يؤشر إلى أنه ليس المدرب المحنك فاختياراته وتجميعه لاعبي الاحتياط في أنديتهم وضمهم للمنتخب أربكت الجماهيرالتي لو ترك الأمر لها لحددت واختارت التشكيلة المثالية للأخضر، وسلوك فني مثل هذا لا ينم عن ملاءة فكرية فنية. ولوبيز المربك الحزين الذي قال في مؤتمره الصحفي الأخير: إنه لا ينام الليل حزناً على ترتيب المنتخب في تصنيف (فيفا)، وأنه يعد منتخباً للمستقبل عليه أن يعرف أننا لا يهمنا الكلام العاطفي وتراجع ترتيب الأخضر إلى ما بعد المائة جاء منذ قدومه لنا قبل سنتين، ومن الأجدى أن يحزن على سوء عمله استشاريا ومدربا خاصة وأن المخاوف الجماهيرية من قيادته للأخضر تفوق التفاؤل من جراء تخبطاته وتجاربه الفنية في الاختيار وفي أرض الملعب. ولا أحد يعلم أيضا في أي اتجاه فني يسير لوبيز بمنتخبنا وهو الذي تجاهل ضم أبرز المهاجمين الخطرين والمؤثرين أمثال: ناصر الشمراني ومحمد السهلاوي والسوبر هاتريك مختار فلاتة والظهير الأيمن المميز خالد الغامدي والحارس عبد الله العنزي، كل ذلك يضع مستقبل الأخضر في دائرة الغموض. على أية حال الدورة الودية تدرج ضمن خطوات الأخضر السعودي الاستعدادية للجولة الثالثة وسيستهلها بمقابلة منتخب العراق منتصف الشهر المقبل في ذهاب التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات أستراليا صيف عام 2015 عن المجموعة الثالثة التي يتصدرها الأخضر بست نقاط وتضم الصين ثلاث نقاط والعراق مثلها وإندونيسيا بلا نقاط. ومعلوم أن نتائج المجموعة الآسيوية الثالثة في جولتها الثانية الماضية جاءت في صالح الأخضر السعودي الذي جمع العلامة الكاملة من جولتين وترك بقية فرق مجموعته التي تضم منافسيه الصين والعراق عند ثلاث نقاط لكل منهما وبات منتخب إندونيسيا خارج حسابات التأهل بالهزيمتين اللتين تلقاهما على التوالي في جولتين من المنتخب العراقي والسعودي. صحيح الأخضر جمع في ذلك الوقت العلامة الكاملة نقطياً لكنه على المستوى الفني افتقد إلى الانضباط الفني المدروس والنتائج غلب عليها جهود اللاعبين أكثر مما هي خطط ومنهجية مدرب وسط عدم وضوح الرسم الفني داخل الملعب وستظهر العيوب الفنية في توظيف المدرب لوبيز للاعبين خلال لقاءاته للمنتخبات القوية. وهذا يعني أن المدرب لوبيز لم يحسن التعامل مع الموجات الفنية لظروف المباراة والخصم وأجزم أنه ليس لديه أكثر مما لوحظ فنياً على أداء الأخضر. ومثل وضع لوبيز المتواضع فنياً من السهولة اصطياده فنياً في معركة خطط المدربين إذا بلغ أستراليا وهو أمر ممكن متى ما نجح في تعطيل المنتخب العراقي ليقترب من الفوز بأي من البطاقتين. يبقى القول إن بقاء الأسلوب العقيم القائم على التجارب دون وضوح القائمة الأساسية المنتخبة من أفضل اللاعبين ذلك مدعاة لعدم الاطمئنان على مسيرة المنتخب وحظوظه في إعادة أمجاده إنطلاقا من أستراليا التي تستضيف نهائيات آسيا صيف عام 2015. والتساؤل الملح حول منهجية الاختيار وعما إذا كانت تنظر لعطاء اللاعب في الملعب أو أن عقدة السن حاضرة مغلفة بشعارات بناء منتخب المستقبل وإذا كانت الأخيرة هي الهاجس فإن زمن الانتظار لإعادة تاريخ الأخضر سيطول ويطول لمحدودية نوعية المواهب المتوفرة. والأرجح أن عقدة سن اللاعب هي الحاضرة وإلا ماذا يعني عدم الاستفادة من لاعبين مميزين ومؤثرين وفي حكم الخبراء ولديهم كل عوامل التفوق الفني لإحداث الفارق الفني لمصلحة الأخضر أمثال حسين عبد الغني ومحمد نور ومحمد الشلهوب. والتطلع لعرش آسيا أبطالا من جديد يتطلب استثمار أفضل اللاعبين فنياً وعطاء بصرف النظر عن السن فعطاء اللاعب لا سنه هو من يحقق النتائج ويوقف الخروج الدراماتيكي التراجيدي من التصفيات الأولية كما حدث في التصفيات الماضية. والأخضر السعودي الذي صنع له اسماً في القارة الصفراء بدءاً من عام 1984 بقيادة المدرب الوطني خليل الزياني لا يستحق أن يبقى حقل تجارب للمدربين وهو من تسيد القارة في زمن مضى إما بطلا أو وصيفاً. وتبقى إشارة إلى أن الدورة الودية تجمع الليلة في اللقاء الأول الإمارات وترينيداد وتوباجو، يليها لقاء الأخضر مع نيوزيلاندا، تقام كما هو معلن بنظام الدور نصف النهائي حيث يلتقي الفائزان في المباراة النهائية ويلتقي الخاسران في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع يوم الإثنين.