لا صوت يعلو على صوت الفريق الاتحادي بعناصره الشابة في الجولة الأولى .. بل يجوز القول إن أصوات (أجراس إتي 4) بأهدافه الأربعة في الشباك الشبابيه بلغ صداها أقصى شرق القارة الآسيوية وسمعها من هم في مدينة كاشيوا اليابانية. وهذه المدينة هي معقل فريق كاشيوا الذي ينتظر يوم 18 سبتمبر المقبل لقاء الإياب مع الشباب في الرياض ضمن دور الثمانية الآسيوي بعد نجاح الفريق السعودي بالعودة بتعادل إيجابي بهدف. فقد أتى الاتحاد من جدة إلى الرياض خائفاً وسط وضع إداري يعاني من شح الموارد المالية وتعسر تسجيل اللاعبين الأجانب والمحليين الجدد والخوف الاتحادي جماهيريا وإداريا وفنيا ليس الهزيمة فحسب بل الخوف من هزيمة ثقيلة من الشباب المتوثب والمستعد جيدا لمواجهة استحقاقات الموسم المحلي والآسيوي. لكن الذي حدث مساء الإثنين الماضي لم يكن أكثر الاتحاديين إفراطاً في التفاؤل يتوقعه ولم يكن أيضا أي من الشبابيين يتوقع نهاية محزنة وبرباعية ملعوبة سجلها نجم هجوم الاتحاد مختار فلاتة كأول (سوبر هاتريك) في دوري عبد اللطيف جميل استقبلتها شباك الحارس الشبابي وليد عبدالله. والواضح من مجريات الملعب خلال الشوطين وتحديدا في الشوط الثاني الذي شهد الأربعة الاتحادية أن عميد الأندية السعودية حول ضعفه إلى قوة خارقة أربكت وهزت مفاصل خبرة لاعبي الشباب. فقد عجز خبراء الشباب المدعومين بأربعة أجانب عن السيطرة على الكرة وهي بين أقدامهم وقد يكون ذلك مرده إلى استهانتهم ومدربهم البلجيكي برودوم أيضا لتجد شباب الاتحاد يستخلصونها بهدوء ويبنون كرات خاطفة جاءت منها الأهداف الأربعة وسط ذهول لاعبي وجماهير الشباب والاتحاد أيضا. والاتحاد بانتفاضته الكاسحة ذكر بالمستوى المتمير لشبابه الذي أهله في الموسم الماضي بالفوز بكأس الملك، وجدد تميزه على حساب الشباب وعاد إلى جدة مخيفاً ومنتصرا في الملعب ومتغلباً على كل الظروف المحيطة به خارج الملعب. والفوز الاتحادي الكبير أعاد الفريق إلى هيبته زارعاً الرعب لكل من سيقابله لاحقا وأولهم فريق العروبة الذي يستضيف الاتحاد على ملعبه في سكاكا الجوف بعد غد السبت في الجولة الثانية. لقد كان الفوز الاتحادي الرباعي على الشباب هو العنوان الرئيسي للجولة الأولى التي مرت طبيعية بتغلب أندية الوزن الفني الكبير على كل من قابلهم باستثناء حامل اللقبين الدوري والسوبر الفريق الفتحاوي الذي تعثر بالتعادل أمام التعاون في بريدة وكذلك الفوز الاتحادي الغير متوقع بهذه النتيجة الكبيرة على فريق الشباب الذي يصنف فنياً من فرق الوزن الثقيل. في كل جولة علامة والجولة الثانية التي تنطلق غدا الجمعة قد تحمل الإثارة لاصطدام أربعة فرق كبيرة مع بعضها مبكرا والجماهير على ما يبدو تترقب إثارة غير عادية على غرار الشباب والاتحاد. والإثارة المعتادة ستكون حاضرة في لقاء الاتفاق مع الهلال مساء غد في الدمام وتكمن إثارته أن فارس الدهناء سيسعى إلى تعويض خسارته من الرائد لإرضاء جماهيره الغاضبة على أدائه في الجولة الأولى. وجماهير فارس الدهناء لن يريحها إلا هزيمة الزعيم الهلالي القادم من الرياض المتطلع إلى تعزيز نقاطه وهو الذي لم يختبر بعد كونه واجه فريق العروبة الحديث على الدوري الممتاز. ويبقى الكلاسيكو الجماهيري بعد غد السبت بين الأهلي والنصر هو محط الأنظار لقوة الفريقين واقتراب توازن خطوطهما الفنية وكلاهما أنهيا الجولة الأولى بفوز الأول على الفيصلي والثاني على نجران. ولقاء قمة الجولة الثانية سيعطي مؤشرات قوية عن الأداء الفني للملكي لاسيما وأن أمامه مهمة آسيوية صعبة في كوريا الجنوبية في لقاء الإياب ضمن دور الثمانية مع فريق سيئول الذي انتهى ذهابا بالتعادل بهدف. كما أن العالمي وهو سينازل فريقاً في مثل وزنه ستتضح الرؤية حول إمكاناته الفنية أكثر وهو الفريق الذي لم يهزم في معسكره الإعدادي في الرياض وأبو ظبي والفائز منهما بزخمه المعنوي ستنفتح له الأبواب لإنهاء الجولة الثالثة القادمة دون هزيمة إذ سيقابل النصر النهضة في الرياض والأهلي العروبة على ملعبه في جدة. ولايرجح رغم أن سلوك الكرة لا يعترف إلا بالأداء في الملعب أن النهضة والعروبة وهما الصاعدان حديثا إلى الممتاز سينجحان في فرملة النصر والأهلي لفارق المستوى الفني. يبقى القول إن في كل جولة من جولات الدوري علامة مثيرة تبقي الأجواء الجماهيرية في حالة ترقب كما لو أن جدول الدوري صمم على أن تكون جولاته لا تخلو من السخونة، ففي الجولة الأولى كان الشباب الكبير فنياً ضحيتها بهزيمة ثقيلة من فريق كبير مثله. وتتجدد الإثارة في الثانية غدا وبعد غد ولعلها تكون غير عادية في مستواها ونتائجها بلقاءين كبيرين، حيث يلتقي الاتفاق مع الهلال، والأهلي مع النصر وفي الجولة الثالثة يبرز لقاء الاتحاد والفتح مجددا بعد أسابيع قليلة من لقائهما في السوبر وستبلغ الإثارة حداً أعلى في الرابعة بلقاء الهلال والاتحاد في الرياض والشباب والفتح على أرض الأول. كاتب صحفي