سينطلق غدا الجمعة دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين والسحب السوداء تخيم على ثلاثة عشر فريقا باتت مكشوفة بلا رعاية مالية من بين أربعة عشر هم عدد الفرق في الدوري الممتاز بعد انسحاب الاتصالات السعودية من السوق وهي التي كانت رعت النصر والأهلي والاتحاد والشباب رعاية شاملة لمدة خمسة مواسم. وهذا يعني أن الهلال هو الفريق المدلل في دوري جميل الذي يحظى باستمرار موبايلي برعايته والأمل أن توفق الأندية الفاقدة للرعاية والباحثة عنها في مفاوضاتها الحالية بحسب ما نقرأ في إبرام عقود رعاية لمواجهة استحقاقات الموسم المالية المتزايدة. ووضع الأندية المكشوفة بلا رعاية يضع الاتحاد السعودي لكرة القدم أمام مسؤوليته في أن يبدي شجاعة وقوة على غير العادة في التعامل مع مستحقات الأندية من نقل تلفزيوني وغيره للحيلولة دون تكرار ما حدث في الموسم الماضي من تأخير غير محتمل. ولن يتأتى ذلك بالمخاطبات البيروقراطية وإنما بالضغط لاستخلاص حقوق الأندية من الغير بالسرعة التي لا تقبل التأخير كما أن على وزارة المالية أن تتخلص من عقدة التأخير في التعامل مع حقوق الآخرين المالية لاسيما وأن موضوع حصرية نقل الدوري واضحة ولا تحتاج إلى مدققين وقانونيين لفحص سلامة الإجراءات. الجائعون بعيونهم وحول انطلاقة الدوري تتطلع الجماهير الرياضية السعودية إلى الموسم الجديد بشهوة الجائعين بعيونهم إلى الفن الكروي الممتع للناظرين بإيقاعه الفني وسلوكه الرياضي بين اللاعبين وجودة إدارته من المحكمين والإداريين. ويحدوهم الأمل بموسم إيجابي مختلف فنياً وإداريا يرقى إلى قناعتهم ومحفزا لهم وجاذبا للمتابعة لما يجري في الملاعب حضوريا أو مشاهدة عبر التلفزيون. كما أن الجوع الذي طال إشباعه لا يتوقف على كرة القدم وأداوتها بل أيضا يشمل جوعاً آخر لرؤية تنظيم وعمل ونقل تلفزيوني يعزز أدوات المشهد الرياضي. والكل ينتظر ما تحمله البداية من جديد فني وإداري، وفي البداية تظهر المؤشرات الأولية عما إذا كان هناك ما ينبئ إلى تغيير إيجابي يعطي الدوري باسمه الجديد (دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين) شكلا جديدا يسر المتابعين. وغدا الجمعة الموافق 23 ـ8ـ2013 تنطلق الصافارات التحكيمية إيذاناً بانطلاق الدوري وبدء رحلة الأندية بجمع العلامات النقطية الثلاث التي هي هدف كل فريق. خطوة الألف ميل في الجولة الأولى تبدأ بلقاءات غير متكافئة باستثناء لقاءات قريبة من التكافؤ تجمع النهضة والشعلة في الدمام الجمعة، والرائد مع الاتفاق السبت في بريدة، والشباب والاتحاد المؤجل إلى يوم الإثنين لارتباط الأول آسيويا. وما عدا هذه القاءات الثلاثة التي يكتنفها الغموض من حيث الغلبة لتقارب المستوي تتجه الأنظار إلى لقاءات القوة الأحادية فالنصر باستعداداته القوية رغم الإصابات في صفوفه مرشح غدا للفوز على نجران في الرياض. والفتح بطل الدوري والسوبرالمتوقد فنياً ومعنويا والذي يعيش أحلى سنينه لن يعطي التعاون يوم غد فرصة لتنكيد أفراحه وهو المتوثب في مستهل رحلته للدفاع عن لقبه. وبعد غد السبت وفي الرياض يخطو فريق العروبة الصاعد لأول مرة إلى الممتاز خطوته الأولى أمام الهلال والفريق الجديد على الممتاز أخف من أن يقارع الهلال بترسانة نجومه وهدافه الخطير الجديد ناصر الشمراني. ويبقى لقاء مؤجل إلى يوم الأحد لارتباط الأهلي آسيوياً يجمعه في المجمعة مع الفيصلي وكل المؤشرات الفنية ومعطيات التحضير والاستعداد تدعم عودة الراقي بالنقاط الثلاث إلى جدة. يبقى القول ومع عودة الملاعب للحركة من جديد أن نرى عملا جيدا ومثابرة على تقديم الأفضل من كل أدوات كرة القدم من فنيين وإداريين وأن يكون في انطلاقة دوري عبد اللطيف جميل ما يؤسس لعمل انسيابي لا ازعاج فيه يدار وسط مناخ وبيئة عمل صحية خالية من أي نكد تحكيمي ولجاني وهتاف جماهيري خارج عن الروح الرياضية.